خلاصه ماشینی:
"و سنقصر الکلام عن الذکاء،فان الرقی الاجتماعی قوامه الذکاء،و لا تنهض أمة من الأمم إلا اذا کان ذکاؤها محمیا من التهشیم،کالانتاج الصناعی و الزراعی لا یسلم من المزاحمة اذا کان باب المضاربة مفتوحا ان المباحث التی تهتم بالمقارنة بین ذکاء المرأة و ذکاء الرجل بصورة علمیة مؤیدة بالاحصاء، حدیثة العهد و یرجع تاریخها الی العلماء المعاصرین،و لیس للانسان میزان کمیزان الحرارة مثلا یقیس به الذکاء،و قد أبدع علماء التربیة منذ أواخر القرن التاسع عشر فی اکتشاف معاییر الذکاء لطلاب المدارس،و ما زالوا یحسنون فی المقاییس و المعاییر،أما ذکاء الراشدین فقلما أثار اهتمامهم،فما علینا و الحالة هذه إلا أن نحول أنظارنا الی اعمال الرجال و النساء لنمتحن ذکاء الجنسین فی الحیاة کی نری أن الرجل یتفوق علی المرأة ذکاء،و ان کانت هی بدورها تنفوق علیه احساسا فلنشرع فی وزن الدماغ فان الطفل الذکر عند الولادة یزن دماغه(338)غراما و یزن دماغ الطفل الأنثی(283)غراما،فتکون الطبیعة قد حبت الرجل.
غیر أن التفوق الأول کان من حظ الطالب،و قد علل ذلک تعلیلا فلسفیا مطولا فی کتابه القیم(المرأة و علم النفس) ان الناس اذا نسبوا الذکاء للمرأة فلا یقوم زعمهم علی أساس ثابت،فقد شاهدوا کما نشاهد نحن فی المدارس الابتدائیة ان الفتیات یتفوقن بالذکاء فیها،فقالوا ان الفتاة أکثر ذکاء من الفتی، و لو کان لهم شیء من المعرفة العلمیة لعلموا أن الفتاة أسرع بلوغا من الفتی،فبینما یتم البلوغ عند الفتیات فی الثالثة و الرابعة عشرة لا یتم عند الفتیان إلا ما بین الخامسة و السادسة عشرة فی رأی بعض العلماء،و منهم من یقدم أو یؤخر عاما،إلا أن کلمتهم أجمعت علی ان البلوغ فی الفتیات أسبق، و فی هذا الدور و قبیله تنمو الفتاة جسما و عقلا و فهما فینتج ذلک بطبیعة الحال اجتهادا و تفوقا."