الولایة و مفهوم القرب من الله مقاله

"و بما أنه لو کان شی‌ء قریبا من شی‌ء آخر أو من شخص ما،فذلک الشی‌ء أو الشخص سیقتربان من ذلک الشی‌ء أیضا،تصبح الولایة-کمثل الإخوة-إضافة متوافقة الأطراف،لأن طرفی هذه الإضافة متساویان،بخلاف الأبوة و البنوة و نظائرهما،إذ حیث أن طرفیها مختلفان مع بعضهما تسمی متخالفة الأطراف.. بناء علی هذا،فلو کان هناک تفاوت فی مستوی القرب من الله،فهو من‌ جهة البشر أنفسهم لا من جهة الله سبحانه،لأن الله تعالی قریب للجمیع لکن‌ الجمیع لا یملکون هذا القرب بالنسبة إلی الله،بل بعضهم قریب لأخذه بأسباب‌ القرب،و بعضهم بعید،رغم مقدوریة أسباب القرب له. و أما بالنسبة إلینا الیوم،و نحن فی زمن لا یشکو إلا من جفاف الروح و القلب و قلة القرب من الله سبحانه،فإننا نفیس الرجال بخصوصیة القرب التی امتاز بها القادة الإلهیون،فکلما کان الرجل أقرب إلی الله تعالی و کلما کان أقرب من حیث‌ الصفات إلی الأنبیاء و الأوصیاء(ع)،اعتبرناه رائدا و ولیا،و آمنابولایته و قدسیة العمل تحت لوائه."