خلاصه ماشینی:
"و یؤشر الباحث علی ظاهرة تعانی منها الحرکات الاسلامیة بالذات تتمثل بأن الحرکة لا یمکنها تجاوز المرجعیة و من جملة أهدافها نقل المرجعیة من الجمود الی الحرکة فکانت تواجه دائما فی الزمن الواحد مرجعا یدعم توجهاتها فیما یقف آخر فی موقف معارض او ان المرجع الحرکی الذی یتبناها قد یخلفه مرجع دینی اخر لا یؤمن بالحرکیة مما یولد ظاهرة مضطربة یفسرها العلامة فضل الله بأن المرجع الدینی هو نتاج عاملین أساسیین هما الحوزة العلمیة التی ینشأ فیها،و الظروف الموضوعیة التی تحکم ذهنیته، یقول المؤلف:ان السید فضل الله یری فی هذه الظاهرة مشکلة کبیرة تواجه الحرکة الاسلامیة،و تؤثر سلبا علی الواقع الاسلامی لان تقلیدیة المرجعیة و انغلاقها فی حدودها الخاصة یجعلها تعیش التخلف امام حرکة التطور فی الواقع الإسلامی،و فی ذلک اهتزاز مخیف فی أساسیات الترکیبة الشیعیة حیث تقضی الحالة الصحیحة أن یکون الموقع القیادی للأمة و المتمثل بمرجعیتها هو الرائد و الموجه للامة لا أن یحدث العکس فتکون الأمة أسبق منه فی حرکة التطور.
فیما یتعلق بالمواصفات الذاتیة لشخصیة المرجع یعرض المؤلف رأی السید فضل الله فی عدم القول بالاعلمیة شرطا فی المرجعیة بل و عدم انحصارها فی الفقه و الاصول لان المطلوب من الفقیه ان یکون مرجعا لا مفتیا و یوضح المؤلف ان العلامة فضل الله یذهب أبعد فی إثارة مسألة حساسة یتفق علیها فقهاء الشیعة لکنهم لا یتحدثون بها بالشکل الذی یجد لها مصداقا علی الواقع هذه المسألة الحساسة هی امتداد المرجعیة مع العمر حتی النهایة،فرغم ان الفقهاء یجمعون علی فقدان المرجع لشروط المرجعیة لدی فقدانه قواه الذهنیة إلا أن الاعتبارات الاجتماعیة تقف بقوة ضد مجرد طرح الفکرة علی الواقع،و المسألة نظریة فقهیة غیر جدیدة و إنما الجدید فیها إمکانیة تقدیمها للواقع."