خلاصه ماشینی:
"وثقوا مرة أخری بأنه لن یخلص البلد من الشربشتی ألوانه إلا إحدی وسیلتین لا ثالث لهما:زعیم صادق ینفخ فی روح الشعب حتی یهب من نومته،أو ضابط شجاع یضع روحه فوق کفه، و إذا وجد الزعیم الصادق فلیس من السهولة أن یحیی شعبا نکبه الحکم الإقطاعی حتی وهن،و أثقلته أنات الاستبداد و البطش به حتی سکن،و إذا وجد الضابط الشجاع فلیس من المیسور له أن یطبع الجیش علی طابعه،بعد أن آل أمره إلی الجهلة المستغلین، و تغلغل بین صفوفه کثیر من الوضعاء فی أخلاقهم و شخصیاتهم لقد طال بنا الحدیث و لم یصرف أنظارنا عن قصر المنتزه سوی منظر الشمس فی لحظاتها الأخیرة،و البحر یتأهب لیفغر فاه فیلتقمها فی بطنه،أجل طال بنا الحدیث و نحن لا ندری أننا کنا مع القدر حین سطر نهایة الظلم الجاثم فوق صدر مصر، و أن أنظارنا لم تتحول عن القصر إلا لتودع شمسا لن تشرق علیه مرة أخری،و أننا حین کنا نتحدث عن آلام مصر و أنات شعبها،کان فی العباسیة بالقاهرة أسود تخفق نبضات قلوبهم من أجل مصر و شعب مصر،أصروا علی أن یضعوا حدا للفساد الذی بلغ الذروة،و الفوضی التی وصلت القمة،و الهمجیة التی فاقت همجیة القرون الوسطی،و لم یکد اللیل أن ینتصف حتی منحت الدنیا مصر صبحا جدیدا و عهدا مشرقا،کتب لها فیه الخلود،و لجیشها البطولة،و لشعبها الکرامة إلی الأبد.."