خلاصه ماشینی:
"وکانت وثیقة القاهرة المقترحة علی مؤتمر السکان والتنمیة القنبلة الضخمة التی فجرت الوضع، فرأی المخلصون التآمر الاستعماری الواضح علی کل القیم والمقدسات الإنسانیة؛ لأنها سعت إلی تفکیک الروابط العائلیة، وطرح مفاهیم متنوعة للعائلة، وفسح المجال لعلاقات خارج الإطار العائلی، وقد حضرت هذا المؤتمر علی رأس الوفد الإسلامی الإیرانی، علی أمل أن نترک أثرا إیجابیا علی الوثیقة، وهذا ما حدث، إذ رغم عدم التنسیق بین مواقف الدول الإسلامیة ــ التی حرم بعضها حضور المؤتمر ــ ورغم قوة الضغط الغربی المعادی للإسلام، فقد استطعنا تشکیل مجموعة إسلامیة قویة تعاونت مع المجموعة المسیحیة الدینیة، واستطاعت أن تغیر عشرات المصطلحات والمواقف فی الوثیقة، من قبیل حذف مصطلحات (الحق الجنسی) و (العلاقات الأخری غیر علاقات الزواج) وحذف عنصر الإلزام فی الوثیقة، وکذلک تعدیل المادة التی تسمح بالإجهاض وغیر ذلک، وقد ألقیت فی الاجتماع الدولی خطابا أکدت فیه الحقائق التالیة: أولا: إننا إذ نحاول تنظیم التحرک السکانی فی إطار من التنمیة المطلوبة علینا ــ قبل کل شیء ــ أن ننظر إلی الإنسان بکل أبعاده المادیة والمعنویة؛ لیکون تخطیطا منسجما مع فطرته الإنسانیة وموقعه من الکون، وفی هذا الصدد نعتقد أن هذه المشکلة الاجتماعیة لا تکمن فی عدم استجابة الإمکانات الطبیعیة لمعدلات النمو السکانی، بل تنبع من عدم الاستثمار الجید لهذه الإمکانات وأنماط الظلم فی توزیعها، یقول القرآن الکریم ــ بعد أن یذکر النعم الإلهیة الکثیرة ــ : (وآتاکم من کل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم کفار( (إبراهیم: 34)."