خلاصه ماشینی:
"الحرکات الوطنیة والاستعمار فی المغرب العربی (محمد المالکی( مراجعة محمد نور الدین أفایة ما هی الأسباب الحقیقیة التی جعلت التاریخ المغاربی الحدیث تاریخا بکرا-أو یکاد-علی صعید البحث و الکتابة؟هل الأمر یرجع إلی استمرار وجود نفس النخب التی ساهمت فی استقلال الأقطار المغاربیة أم أن هناک مناطق محرمة یمنع علی البحث التاریخی و السیاسی الاقتراب منها؟کیف یمکن التأریخ لفترات الحمایة و الاستعمار و لتطور حرکات التحرر الوطنی بالمغرب العربی دون السقوط فی حبائل الإیدیولوجیا و الأحکام المسبقة و التفسیرات ذات الطبیعة الانفعالیة و الوجدانیة؟هل نعتمد،فی مقاربة هذه المراحل،علی الوثائق الوطنیة المکتوبة و الروایات الشفویة و حدها أم أن الاستغرافیا الاستعماریة لها أهمیتها الخاصة فی الکشف عن بعض لحظات هذا التاریخ؟ أسئلة عدیدة یواجهها کل مهتم بالتاریخ المغاربی الحدیث،و لا سیما من یطمح إلی استجلاء الأحداث و المواقف و اللحظات التی عاشتها هذه المنطقة العربیة فی زمن المواجهة بین الوجود الاستعماری و الحرکات الوطنیة.
و ما دام الجیل الذی شارک فی استقلال هذه الأقطار و حتی الجیل المخضرم،لم یعملا فی کثیر من الأحیان،إلا علی تسجیل مذکرات و أحداث من الزاویة الخاصة لبعض ممثلیه،فإن جیل الاستقلال-أی کل الذین و لدوا عبد الاستقلال-تحرکه إرادة واضحة فی کتابة تاریخه القریب و الوقوف عند المکونات الفکریة و السیاسیة للحرکات الوطنیة و الاقتراب من أسالیب عملها و ممارستها،و الکشف عن تناقاضاتها و خلافاتها و أشکال توحدها،بدون عقد أو خلفیات أو اعتبارات منعت الجیل السابق من القیام بتأریخ نزیه لفترات التوتر و المواجهة مع (*)الحرکات الوطنیة و الاستعمار فی المغرب العربی."