خلاصه ماشینی:
"إن الدول العربیة التی نشأت علی أشلاء الدولة العثمانیة،اضطرت إلی ممارسة دورها کدول دون أن تکون قد ورثت شیئا کثیرا من أطر الدولة و ربما کان أسوأ ما فی الإرث العثمانی هو أنه لم یترک لنا إرثا فی مجال ممارسة عمل الدولة کدولة.
بل المهم هنا هو التأکید علی أن الأمور وصلت إلی ما وصلت إلیه لأن هذه النخب اعتبرت أنها یمکن عن طریق الإرادة،و بواسطة الوعی المتوفر لدیها،أن تعید صیاغة المجتمع العربی،بما فی ذلک الشأن الاقتصادی.
و علی صعید التجارة اعتبر الانعزال عن العالم و الانکفاء علی الذات هو طریق التحرر(و لا یهم إذا کان ذلک قد أدی بالنتیجة إلی الانکفاء عن الأقطار العربیة الأخری بما یتنافی مع مبدأ التکامل الاقتصادی العربی.
إن وصفات البنک الدولی و صندوق النقد الدولی معروفة و هی تتطلب فی العادة،اتخاذ الإجراءات لزیادة موارد الدولة عن طریق إلغاء الدعم لموارد الاستهلاک الشعبی؛و إعادة الهیکلة فی سبیل زیادة فعالیة أجهزة الدولة؛و إعطاء دور أکبر للقطاع الخاص عن طریق التخصصیة و ما إلی ذلک.
لقد فقدت البلدان العربیة النفطیة هیبتها المالیة بعد عاصفة الصحراء؛و أصبح الغرب(الولایات المتحدة)شریکا فی المسار السیاسی للمنظومة العربیة منذ مؤتمر مدرید،و صارت مؤسسات الاقتصاد العالمی(البنک الدولی و صندوق النقد الدولی و غیرها...
إن الحول التی یطرحها البنک الدولی و صندوق النقد الدولی هی التی تتطلب قرارات صعبة لأنها تضع الأنظمة السیاسیة العربیة فی مواجهة شعوبها، و تضعف من ناحیة أخری،القاعدة الاجتماعیة التی تستند علیها هذه الأنظمة، بل هی تفتتها و تحطمها.
لقد اتخذت البلدان العربیة فی إطار الجامعة العربیة فیما مضی قرارات حول الوحدة الاقتصادیة العربیة،کما أنشئت عدة مؤسسات تنمویة و مالیة من أجل تنشیط العمل الاقتصادی العربی المشترک."