خلاصه ماشینی:
"8. و أما بمعنی آخر من الآداب و السنن الشرعیة فعلمها المتکفل لها بأحسن الوجوه هو الفقه و علی شمولها أی السیاسة علی مثل المعاملات و نحوها لابد لکل أحد منها و العمل بها و بالمعنی الأعم الشامل لإستدراج العبد إلی مدارج الفوز و الفلاح و استکمال مراتب الخیر و الصلاح و الترقی إلی الدرجات العالیة و السیر إلی الله تعالی بتخلیة النفس عن الرذائل و تحلیتها بحلل الفضائل و تجلیتها بأحسن الفضائل فهی متکفلة للأخلاق و ما هو فائدة بعث الرسل و إنزال الکتب،و العلم المتکفل لها بعد علم الفقه و العمل به علم الأخلاق و العمل به فمن البدیهی أن عمدة فائدتهما سوق العباد إلی الله و تسییرهم إلیه تعالی و الأمر بتزکیة الأخلاق و حجر رذائل الملکات و اقتناء حسناتها و أما حفظ النظام و إرفاء الأنام فهو و إن کان أیضا من فوائد الإرسال و الإنزال إذ الآداب الشرعیة إنما هو أکمل الآداب لکن مطلوبیته تبعیة مقدمیة لما ذکر."