خلاصه ماشینی:
"وقسم آخر قد أجهزت علیه أیادی الحزب الحاکم سابقا وبذرائع مختلفة: أولا ـ المدارس: من الملفت لنظر الملاحظ عند الحدیث عن المدارس أن صحن الحرم العلوی ـ علی مشرفه السلامـ کان عبارة عن مدرسة من مدارس الحوزة العلمیة التی یطلق علیها سابقا «مدرسة الصحن الکبری»، حیث قام بتأسیسها الشاه صفی فی سنة (1042هـ ـ 1621م)، وهی تتشکل من طابقین.
وسوف نشیر وبحسب الفرصة المتاحة هنا إلی بعض هذه الفراغات علی أمل أن نشبعها تفصیلا أکثر فی وقفة تحلیلیة اخری: 1 ـ احادیة الاتجاه فی الساحة العلمیة: یمکن القول بأن الاتجاه الغالب علی حوزة النجف منذ تأسیسها وحتی المرحلة الراهنة ـ والتی اصیبت فیها بالرکود والفتور ـ هو الترکیز علی نوع واحد من التخصص خصوصا فی القرون الأخیرة، وهو التخصص فی الفقه والاصول وعدم الالتفات إلی باقی العلوم والفروع الاسلامیة کالکلام الاسلامی والفلسفة الاسلامیة والعرفان النظری والتفسیر والحدیث.
الصعوبات التی تواجهها حوزة النجف فی ظل الظروف الموجودة فی العراق وما یعانیه هذا البلد من انعدام الاستقرار علی المستوی الثقافی والاجتماعی والسیاسی، فإن النجف وحوزتها العلمیة لیست بمنأ عن التأثر بمثل هذه الأوضاع.
کما یلزم الالتفات إلی أمر آخر، وهو أن ما من عمل یعود الیوم علی الشعب العراقی والحوزة العلمیة المقدسة فی النجف الأشرف بالنفع والفائدة کالعمل الثقافی والعلمی؛ وعلیه فانه یجب تجنب کل ما عدا ذلک لیتسنی شیئا فشیئا إحیاء وبناء هذا التراث الشیعی العظیم."