چکیده:
ما هو النظام الدولی الجدید وما ملامحه وهل یقوم علی الأحادیة أم التعددیة وما
تأثیره علی المسلمین ؟ یقوم النظام الدولی الجدید علی ثلاثة عناصر : وجود قواعد
تنظم العلاقات الدولیة ، والدول والمنظمات ، والتفاعلات بین أجزاء النظام الدولی
ولفکرة النظام الدولی تاریخ عریق ینطلق من رغبة الإنسان فی الوحدة الإنسانیة
والنظام الدولی فی القرنین الأخیرین بدأت مرحلته الأولی من مؤتمر فینا فی مطلع
القرن التاسع عشر ، وهو الذی أعاد التوازن الدولی للمجموعة الأوربیة ، وفی هذه
المرحلة تکونت الدولة الرأسمالیة وحریة السوق والثانیة هی الفترة ما بین الحربین
العالمیتین، وتمیزت بعدم الاستقرار ونشأت فی ظل مؤتمر الصلح فی فرسای ، والثالثة هی
التی نشأت مع الحرب العالمیة الثانیة ووصفت بأنها مرحلة الحرب الباردة وتمیزت
بثنائیة القطبیة ثم ظهرت مرحلة النظام الدولی الجدید فی منتصف الثمانینات یرفض بعض
الباحثین أن یکون ثمة نظام دولی جدید ویرون أن ما حدث هو انحلال لنظام دولی دون أن یتبلور فی نظام دولی آخر لکن وثیقة
استراتیجیة الأمن القومی لبوش تؤکد أن ثمة شیئا جدیدا بدأ یظهر علی الساحة الدولیة
، وله آثاره علی المجال السیاسی ، والعسکری، والجیوسیاسی، والاقتصادی والمنطقة
الإسلامیة أکثر المناطق تأثرا بالمتغیرات الدولیة الأخیرة ، فهل حدد المسلمون
موقعهم من النظام الدولی الجدید، وهل یمکن لهم ذلک فی ظل التخلف والتبعیة؟ هذا ما
یتوقف علی عزم الأمة وأرادتها
خلاصه ماشینی:
"ومهما یکن من اختلاف الرؤیة حول النظام الدولی إلا أننا لا ننکر أن شیئا کثیرا قد تغیر فی النظام الدولی یمکن أن نطلق علیه بالجدید ، أو التجدید الذی بدأت ملامحه تظهر علی مسرح السیاسة والعلاقات الدولیة، منذ أن قدم الرئیس الأمریکی السابق «جورج بوش» وثیقته حول استراتیجیة الامن القومی الأمریکی ، والتی قدمها للکونجرس فی ینایر 1992 وجاء فیها: «إن المسألة الأساسیة علی الصعید السیاسی هی کیفیة انعکاس تقلص الخطر السوفیاتی علی دور أمریکا القیادی فی التحالفات ، وعلی تحالفاتنا ذاتها وبصورة خاصة فی أوروبا بید أن الخلافات مع حلفائنا ستبرز للعیان بصورة أکثر مع انخفاض حدة الهاجس الأمنی التقلید الذی کان وراء وحدة الحلفاء فی السابق ستتابع الولایات المتحدة دعمها لنظام اقتصادی عالمی، شامل ، ومنفتح کأفضل وسیلة لتقویة تنمیة اقتصادیة شاملة من أجل الاستقرار السیاسی ، ونمو المجتمعات الحرة وعلی الرغم من ظهور مراکز قوی جدیدة ، ستبقی الولایات المتحدة الأمریکیة الدولة الوحیدة ذات القوة الحقیقیة الشاملة ، والنفوذ الکبیر بمختلف الأبعاد السیاسیة ، والاقتصادیة ، والعسکریة ، والترکیز علی تعزیز الأمن وبخاصة فی العالم النامی بوسائل سیاسیة واقتصادیة أکثر منها عسکریة ، وردنا هو تشدید تأکیدنا علی تقویة الدیمقراطیة ، واستثمارات طویلة الأجل فی تطویر الموارد البشریة ، وبناء الأسواق الحرة ، والحکومات الحرة ، وتشمل اهتماماتنا الاستراتیجیة الشرق الأوسط ، وجنوبی آسیا ، وتشجیع استقرار وأمن أصدقائنا ، وتأمین تدفق البترول بحریة ، ولجم انتشار الأسلحة ذات الدمار الشامل الکثیف والصواریخ البالستیة ، وتشجیع عملیة السلام التی تؤدی إلی المصالحة بین إسرائیل والدول العربیة وبین الفلسطینیین وإسرائیل بشکل ینسجم والتزامنا الدائم بأمن إسرائیل ، والاهتمام بالأدوار المتنامیة للیابان وألمانیا وبهذا المعنی فإن المفاوضات التجاریة الجاریة حالیا تحمل الأهمیة الاستراتیجیة نفسها التی أولیناها تقلیدیا للمفاوضات حول التسلح مع الاتحاد السوفیاتی»."