خلاصه ماشینی:
"من هنا فإن السید الحکیم یفهم «الثقلین»بأنهم السبیل الصحیح لفهم القرآن والسنة، وأن ما حدث من خلاف بین المسلمین فی فهم هذه المرجعیة الرسالیة إنما هو بسبب عدم التزامهم بهذا الضمان الذی رکز علیه النبی الأعظم فی مناسبات متعددة ومنها حجة الوداع التی أوصی فیها بأهم أسس استمرار المسیرة الاسلامیة علی نهجها الصحیح.
لکن دعاة التقریب ینظرون إلی الزوایا المضیئة التی تبعث الأمل فی نفوس التقریبیین، وأعتقد أن السید الحکیم فکر فی هذا الأمر طویلا، إذ ما إن سألناه عن إمکان نجاح جهود التقریب فی العالم الإسلامی الذی تکاثرت فیه معاول التخریب الداخلیة والخارجیة، راح یعدد الجوانب المضیئة من الطریق، ویتفاءل بمستقبل واعد للتقریب ومن النقاط التی أشار إلیها: 1- «السنة التاریخیة التی تحکم حرکة التاریخ والمجتمع الإنسانی، هذه السنة تقول: إن الحق یعلو لا محالة، وأن الباطل زاهق لا محالة.
أما النجف الأشرف فحاول بعضهم أن یراها متخلفة عن رکب التقریب ویری أن خطابها المذهبی یغلب علی خطابها الإسلامی، فیتصدی السید الحکیم لهذه الشبهة ویعدد المواقف المعاصرة لحوزة النجف من القضایا الاسلامیة مؤکدا أنها کانت تضع القضایا الإسلامیة الکبری نصب عینیها فی مواقفها، دون أن یغلب علیها الاتجاه المذهبی، ومما یذکره رضوان الله علیه فی هذا المجال: 1- «الموقف من دخول الإنجلیز إلی العراق، فالعراق هو البلد الوحید الذی اجتمع فیه المسلمون جمیعا لمواجهة الغزو البریطانی.
اتضح أنه یعادی الجمیع ویبطش بالجمیع لا یفرق بین سنی وشیعی، بل إنه مستعد أن یبطش بأعضاء الحزب، وأن الحاکم الطاغی یبطش حتی بأولاده وأصهاره وأقرب الناس إلیه من أجل أن یبقی علی الحکم، وجهودنا فی هذا المجال امتدت إلی العالم الإسلامی لتوضیح هذه الحقائق."