خلاصه ماشینی:
یعتبر أمیر المؤمنین (ع) أن الحکمة ضالّة المؤمن، ویأخذها أینما وجدها من غیر اشتراط أن تکون عند المؤمن، فهو کالذی یسعی وراء شیء قیّم ضائع یبحث عنه فی کل مکان حتی لو وجدها عند غیر المؤمن، فإنه یقبل علی تعلّمها والعمل بها.
قد تکون الحکمة عند من لیس أهلاً لها ولا من العاملین بها کما لو کانت عند المنافق أو الفاسق الذی غفل عن عظمتها وقیمتها، إلا أنَّ المؤمن یأخذها حتی من الکافر أو الفاسق ولا یمنعه وجودها عند هذین من الاستفادة، لأن الحکمة تعطی ثمارها أینما وجدت.
بین حکمة المؤمن والمنافق قد نجد من هو فی غایة الطهارة والاستقامة إلا أنه لم یصل إلی مدارک الحکمة، وبالعکس قد یمتلک الخبیث أقوالاً صالحة حکیمة.
طبعاً تجب الإشارة إلی أن الحکمة التی ینطق بها المنافق لا تتجاوز لسانه ولا طریق لها إلی قلبه، لأنها لو دخلت إلی قلبه وروحه لتمکن من الخروج من نفاقه.
وقد أراد اللَّه تعالی أن یصل الصالحون والذین ابتعدوا عن اللذائذ الفانیة إلی هذا المستوی.