خلاصه ماشینی:
آخر الکلام: سهام برّاقة إیفا علویّة ناصر الدین فاجأتنی إحداهن وهی امرأة متزوجة رزقها الله أطفالاً تطفو علی وجناتهم ملامح الصحة والجمال، وزوجاً محباً یسعی جاهداً لتأمین متطلبات معیشتهم الأساسیة والکمالیة، فاجأتنی بشکوی شدیدة اللهجة من همّ المسؤولیة التی تتخبط فی دوامتها، أردفتها بمقارنة حالمة بین حیاتها وحیاة النساء اللواتی یعشن فی أحضان الراحة والرفاهیة والسعادة والهناء بعیداً عن الهموم والضغوطات المستعصیة علی حد تعبیرها.
ولأن مزاجها «ترکی» وهی المولعة فی هذه الأیام بمتابعة المسلسلات، أحببت أن أحکی لها قصة امرأة ترکیة تختلف عن أولئک النسوة اللواتی یأسرنها، لعلها تجد فیها دواءً شافیاً أو حتی مسکناً لآلامها.
رویت لها قصة جدتی قمر، وکیف هاجرت مع عائلتها إلی لبنان أیام الحرب العالمیة، ووجدت نفسها باکراً -وهی یتیمة الأم- فی خضم المسؤولیة عن أبیها وإخوتها، ومن ثم عن أسرتها بعدما تزوجت وأنجبت عشرة أولاد سعت بکل ما أعطاها الله من طاقة وقدرة لتربیتهم وشحذ هممهم للانطلاق بقوة وعزم فی میادین العلم والعمل، ولم تنسَ یوماً أن تمدّهم بزادهم الوفیر من الإیمان بالله، والتوکل علیه، والسعی فی رضاه، وهی التی لم ترضَ لنفسها قدوة ومثالاً یحتذی سوی «سیدة النساء» التی اختارتها أنیسة ومعیناً وبلسماً لعذاباتها، وترنیمة عذبة تتردد علی شفتیها: «أین أنا من مولاتی الزهراء سلام الله علیها؟».
جدتی، وککل النساء اللواتی یدرکن عظمة الدور المنوط بهن، أبدعت فی عطاء الأمومة.
وقد أسلمت روحها لبارئها فی سلام وسکینة ورضی بما فی جعبتها من رصید جهادها وصبرها حتی آخر رمق من حیاتها.
لم أشعر بأن قصتی قد فعلت فعلها فی محدثتی وحسب، بل شعرت کم نحن بحاجة إلی مثل هذه القصص فی عصر تشن فیه الحروب الناعمة بسهام برّاقة.