خلاصه ماشینی:
ولکن هل یعنی ذلک أنَّ هذه النهایة تنحصر بأسباب الغیب، أی هل للإنسان دور فی صناعتها، أو لا دور له علی الإطلاق؟ إنَّ المفهوم الخاطئ لفکرة هذا الوعد الإلهی یجیب عن هذا التساؤل بالنفی فیری انتظار هذا الوعد الإلهیّ فی الابتعاد وعدم ممارسة أی نوع من النشاط أو الدعوة أو محاربة المنکر والفساد، وهو ما یطلق علیه الانتظار السلبیّ.
وأمّا المفهوم الصحیح لفکرة الوعد الإلهی هذه فیجیب عن هذا التساؤل بالإیجاب، فیری أنّ الإنسان له دور أساس فی صناعة هذا الوعد الإلهیّ، وذلک من خلال التمهید وتوفیر الأسباب التی تؤدّی إلی قیام الظروف الموضوعیّة لتحقّق الوعد الإلهیّ، وهو ما یُطلق علیه الانتظار الإیجابیّ.
فی المفهوم الصحیح یری الإنسان نفسه فاعلاً، ممهداً، ملتزماً، مقیماً لشعائر الدّین وأحکام الله عزّ وجل فی هذه الأرض.
فی المفهوم الصحیح یری الإنسان أنّ من مسؤولیّته أن یبدأ بالجهاد فی سبیل الله عزّ وجل، وأنَّ تقصیره فی أداء هذه المسؤولیّة یکون سبباً فی تأخیر تحقّق الوعد الإلهیّ.