خلاصه ماشینی:
". المصطلحات الأساسیة : الآیات ، الأحکام ، القرآن ، الفقه ، الموضوع ، العلم ، الفن المقدمة : نتناول فی هذه المقدمة بعض التصورات العامة حول موضوع هذه الدراسة وضرورتها وأهدافها ومنهجها : 1 ـ إن أحد المجالات المعرفیة التی عالجها التراث الإسلامی هو ما یسمی بفقه القرآن أو آیات الأحکام ، وقد خصصت لبحثه عشرات المصنفات اعدت من [99] علم فقه القرآن دراسة منهاجیة - فی بیان الماهیة والموضوع /1 قبل علماء الإسلام من مختلف المذاهب الإسلامیة منذ المراحل الاولی وحتی عصرنا الراهن وإن لم تواصل سیرها الصعودی إذا ما قیست بسائر العلوم والمعارف الاخری .
إلا أن هذا المقدار من البیان لا یکاد یقنع الوجدان ، والذی ینقدح فی الذهن لدی التأمل أن ثمة مشکلة أساسیة خفیة تواجه هذه التعاریف ، ألا وهی : [122] الشیخ خالد الغفوری اختلاف المعرف ، وهذه إثارة فی غایة الطرافة ؛ إذ أنه لابد أولا من تحدید القرآن الذی یراد تعریفه ، ثم البحث عن حده ورسمه ، فإنه تارة یلحظ القرآن بما هو الکتاب النازل من الله علی نبیه ، واخری یلحظ بما هو کتاب واصل إلینا ، نظیر السنة الشریفة التی تلحظ تارة بما هی واقع صادر عن المعصوم ، واخری بما هی محکیة ومنقولة إلینا .
ومقتضی المنهج التخصصی أن یتخذ الدلیل القرآنی محورا فی هذا الفن ومرتکزا لا بمعنی إهمال سائر الأدلة بالمرة ، إلا أنه ربما تعرضت بعض المصنفات فی هذا العلم إلی أوسع من ذلک ، فتجاوزت هذه المحوریة المفترضة للنص القرآنی وشملت بحوثها کل ما یرتبط بدائرة التشریع من آیات سواء أتمثلت بالأدلة الخاصة الدالة علی أحکام فرعیة فقهیة أو تمثلت بالأدلة المشترکة الاصولیة التی یفاد منها فی عدة أبواب فقهیة ، مما أدی إلی عدم وضوح الفاصلة بین فقه القرآن وبین علم استنباط الأحکام الشرعیة ."