خلاصه ماشینی:
وقد یعترض معترض قائلاً أنّ الفکر یضعف أیام الشیخوخة کما یضعف الجسم والجواب علی هذا لیس له محل، وذلک لأنّه: أولاً: لم یثبت العلم أنّ هناک قسماً معیناً من الجسم یبقی فی حالة نمو حتّی سن الشیخوخة، فإذا بلغ هذا السن بدأ هذا القسم المعین من الجسم بالتراجع والضعف.
وقد یظن هذا المعترض أنّ الجزء الصامد فی الجسم حتّی هذا العمر المتقدم إنّما هو محل الإدراکات العقلیة، ولکن کما ذکرنا فإنّ جسم الإنسان لیس فیه جزء لا یضعف، ولم یدع به أحد من علماء الطب أو خبراء التشریح.
ثانیاً: إنّ النفس إذا خرجت من قیود البدن وملکه والاهتمامات البدنیة تصبح أکثر تجلیاً فی ذاتها، وکلما کانت القوی أقرب إلی عالم الجسم کلما کانت القوی أقرب إلی عالم الجسم کلما کانت أسرع إلی الضعف والوهن، وکلما کانت أبعد عن الجسم کلما کانت أبطأ فی الضعف، وهذا ما نلاحظه بالنسبة للقوی المتجرّدة فهی تزداد قوة کلما کبر عمر الإنسان وهذا بدلیل علی أنّ النفس لیست جسماً ولا قوة جسمانیة.