خلاصه ماشینی:
وما لم یحصل هذا الانفعال فلن تسری الآثار المعنویة والحقائق الملکوتیة للعبادات إلی وجود الإنسان الحقیقی، وتکون النتیجة أن یبقی محروماً من جوهر العبادة، ویخرج من هذه الدنیا صفر الیدین.
من هنا یتبین لنا لماذا اعتبر الإمام المقدس (قده) الطمأنینة شرطاً أساسیاً من الشروط المعنویة للعبادات، فهی الوسیلة التی یمکن أن تکون سبباً لسریان باطن العبادة إلی باطن النفس.
فعندما یکون قلب الإنسان منشغلاً بالدنیا، وتکون خواطره متجهة نحو ملذاته وأحوالها لا یمکن أن یصبح القلب عابداً ومنقاداً للحق عز وجل.
فصلاح أمر القلب الذی یکون سبباً لصلاح المملکة الإنسانیة، إنما یکون بإدراک حقیقة الدنیا وضعتها وخستها، وهذا الأخیر لا یحصل إلا بتجلی المعارف الإلهیة علی قلب الإنسان وسریان الحقائق الإیمانیة من عقله إلی قلبه.
وباختصار شدید، إن صلاح الإنسان فی الدنیا والآخرة هو بصلاح نفسه وباطنه، وهذا لا یتحقق إلا بعبادة الحق وسریان جوهرها إلی النفس حتی تصبح النفس حقانیة وتنال جوار الرب.
وهذا السریان لا یتحقق إلا بطمأنینة القلب وتوجهه إلی العبادة...