قانا صوت یزلزل العروش متفرقه

خاطرة: قانا صوت یزلزل العروش فاطمة السید قاسم قانا وما أدراک ما قانا إنها قریة انسکبت فی ذاتها کل معانی البطولة والعظمة والفداء من أجل الحق والعدل والحریة. إنها الصرخة المدویة فی وجه الطغاة والظالمین. إنها الدم القانی الذی هزّ ضمائر المستکبرین. قانا هی انتصار جحافل الحق علی فلول الباطل. قانا هی الرفض الشامل لکل الظالمین فی الأرض، والالتصاق الکامل لکل المحرومین المعذبین. مذابح تفوق فی بشاعتها کل تصور ووصف، إنها صورة مأساویة مفجعة لیس فی الإمکان تصورها. لقد قتلوا فی قانا الأمومة، قتلوا فیها الأجنة فی بطون الأمهات لأنهم خافوا من أرحام النساء أن تنبت للمستقبل رجالاً، قتلوا فیها الطفولة، قتلوا فیها کل معانی الإنسانیة. لم یکن عندهم للحیاة حرمة، فکیف یکون لحرمة الموت عندهم اعتبار؟ قانا فأی دمعة لفراق أهلک وأطفالک لا تنهمر، وأی جفن بعدهم بالنوم یکتحل، وأی عید بعد استشهادهم یُحتفی به. قانا لقد فتحت جرحاً لا یندمل فی قلوب الأحرار. بکل أنحاء الأرض.. بکل اللغات والثقافات... بکل المقاطع والحروف... بکل العقائد والانتماءات یقفون أمامک ویقرون بهمجیة العدو وظلمه. والآن یا قانا ستبقین أنت نقیة کحبات الندی... وستظلین الشاهدة علی وحشیة العدو الصهیونی. انتظری قانا فإن کل شیء سیتغیر فی هذا الکون.. فسواد اللیل سوف یمضی.. فغداً یا قانا من خلف ظلمة اللیل سوف ینبلج نور الصباح، ویدخل أیامنا کالسهم اللامع، وسوف یغدو المساء صباحاً... وتنتعش الأرض وتلبس حلتها الخضراء ویمشی فیها الناس آمنین بعد أن یسودها الأمن والأمان والعدل والإنصاف ویبتعد الظلم علی ید باعث نهضة المسلمین الإمام المهدی المنتظر (عج). فسلام علی مَن فیک وما فیک من بشر وشجر وحجر وماء وتراب ودمعة حارة أذرفها وأمزجها بدماء شهدائک الغر المیامین.