خلاصه ماشینی:
الهویة والدور حسن الطشم کیف یتعامل من یدعونه الیوم مثقفاً مع مهمته؟ کیف یواجه الأزمة ویخرج من عنق الزجاجة لکی یتحوّل إلی قوّة مجتمعیة فاعلة؟ وأین أصبحت الیوم الأحلام والمشاریع التی سعی المثقفون إلی تحقیقها تحت شعارات التنویر والتقدّم والحریة والعدالة وحقوق الإنسان وغیرها؟ إنّ العقلیة الاستلابیة التی تسم أغلب المثقفین العلمانیین الحالمین بتغییر الواقع دفعتهم إلی التعلّق والمناداة بالکلمات الوافدة من الغرب، کأنّ مجرد الحماس لها یؤدّی إلی تطبیقها وکما هی جاهزة ومعلّبة من الغرب، وهذا ما أدّی إلی خواء المصطلح من معناه لأنّه وإن کان یتمتّع ببریق وجاذبیة ظاهرتین فإنّه أولاً بحاجة إلی إعادة نظر ووضع تحت مجهر القیم التی یؤمن بها المثقف إیماناً حقیقیاً راسخاً لا آنیاً محکوماً ببعض التأثرات الغربیة الخارجیة، هذا من جهة ومن جهة أخری لا بدّ من وضع هذه الشعارات ذات الجاذبیة کالحریة وحقوق الإنسان والتنویر والعدالة فی الإطار الذی ینسجم مکانیاً وزمنیاً مع منظومة القیم التی هی عند الشعوب موضع احترام وتقدیر بل وتقدیس، ولهذا کان من الأفضل أن لا تنحو خطابات المثقفین الغربیین والشرقیین أمثال مارکس وراسل وسارتر من دون الالتفات إلی الأرضیة العربیة والإسلامیة التی یقفون علیها.