خلاصه ماشینی:
الإفتتاحیة: أین نحن من نهج البلاغة؟ إن أعظم دستور للحیاة بشؤونها المادیة والمعنویة بعد القرآن الکریم هو نهج البلاغة یتوق العالم الیوم - أکثر من أی وقت مضی - إلی حیاة حرة وکریمة یسودها الشعور بالأمن والسعادة ویغمرها الثقة بالمستقبل.
هذا الکتاب الذی أفاض به رجل عظیم وشخصیة فذّة لم یسبقها فی کمال الفضل وذروة الشرف سوی الرسول الأکرم (ص)، إنسان هو مظهر العدالة کلها وأعجوبة العالم، ولیس له فی العالم منذ بدئه وإلی الأبد قرین بالفضل سوی الرسول الأکرم (ص) (الإمام الخمینی (قدَّس سره))، فکم هو حرصنا علی الارتباط بهذا العظیم؟ وکم هو حرصنا علی الاستفادة من أصره النفیس هذا؟ إن أعظم ظلم لحق بنهج البلاغة أن اهتمامنا به - إن وُجد اقتصر علی عذوبة اللفظ وجمالیة الترکیب وروعة البیان - سحرتنا بلاغته فذهلنا عن روحه ومحتواه، هذا المحتوی الذی یمثّل نظاماً کاملاً شاملاً لمختلف میادین حیاة البشر فی السیاسة والحرب والاقتصاد والاجتماع وإدارة أمور الحکم ومستوعباً لأبعاد وجود الإنسان کافة فی الظاهر والباطن وفی الفکر والعقیدة والتربیة والعبادة وسائر الشؤون.
لله درک أیها الخمینی المقدس، حیث قلت فی وصیتک الخالدة: «نحن نفخر بأن نهج البلاغة من فیض إمامنا المعصوم (علیه السلام)، وهو بعد القرآن الکریم، أعظم دستور للحیاة بشؤونها المادیة والمعنویة، وأسمی کتاب لتحریر الإنسان، وإن تعالیمه فی التربیة المعنویة وإدارة أمور الحکم هی أنجع سبیل للخلاص».