خلاصه ماشینی:
فعن الإمام الکاظم(ع): «علیکم بالدعاء، فإن الدعاء لله والطلب إلی الله یرد البلاء، وقد قدر وقضی ولم یبقَ إلاّ إمضاؤه، فإن دُعی الله عزّ وجلّ وسئل صرف البلاء صرفه»، ولکن لماذا ندعو أحیاناً ولا یستجاب لنا؟ یجب أن نعلم أن الله تعالی وفی الوقت الذی هو کریم مطلق، هو حکیم مطلق أیضاً.
فلو استجاب لکل سائل علی هواه فإن ذلک سوف یؤدی إلی شیوع الفساد واختلال النظام کما قال تعالی: «ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض»، إذاً لا بد من شرائط وقوانین لاستجابة الدعاء کی لا یطغی الإنسان، بل لا یفسد الکون، ومن هذه الشرائط معرفة الله.
سئل الإمام الصادق(ع)ما بالنا ندعو فلا یستجاب لنا؟ فقال: «لأنکم تدعون من لا تعرفونه»، إن أول شرط من شرائط استجابة الدعاء هو المعرفة التامة بالله تعالی، ومعرفة أنه تعالی هو الذی یقبض الرزق ویبسطه وهو الذی یضر وینفع، وهو الذی بیده کل شیء، وأنه کریم لا یبخل، وأنه غنی لا یفتقر، وأنه عالم بمصلحة عبده وأرأف به من نفسه وأمه وأبیه، فإذا علم ذلک استجیب دعاؤه.