خلاصه ماشینی:
فی السفر الجنوبی إلهام ترمس فی السِفْر الجنوبی ثمة أربعة مشاهد تحکی قصة هذا الصعود إلی الآتی المتوهج فی فضاءات الخلود *المشهد الأول ذات صباح ابتسم الضیاء أشرعة وأشرق الحلم حقولاً من الورد والیقین وتعرّت الأرض عن أعشابها الطفیلیة وخرجت الطیور من مخابئها القصریة وراحت تغنی مواویل الرجوع ترسل الضحکات فی نهارات السطوع لقد أقبل الربیع وقطوف الدم أینعت مهرجاناً من الفرح وزغردات من النصر المعتق فی خوابی الجرح تمتم الفجر وأطبق اللیل علی مصراعه فتبسم الفرح ثم کان الصبح *المشهد الثانی قری تشرع أکفها نحو السماء تلبسها الدهشة تتکئ علی مسارات الضیاء تکشف عن أسوارها المتعبة تمتد فی فضاءات الحریة من دون عناء بیوت عشعش فی زوایاها الحنین راحت تمسح عن أعتابها تعب السنین تفتح الأفق لخشوع الصفاء تستعد تتأهب بعد قلیل سیکون اللقاء *المشهد الثالث أم حسین تغسل وجهها من حبق الصبر تمسح عن بریق عیونها سواد القهر أبو حسین یتوسد عصا العمر ویرسل عیونه الغائرة فی سنوات الهجر یتمتم لعله یعد مواکب العائدین لم ینسَ أسماءهم الموشاة بأریج الحنین ولا حتی ملامحهم الطفولیة هذا جعفر وذاک أبو یوسف وهذا أبو ناصیف أین فلان وأین عباس ابن حسان..
ربما عبروا فالشهداء أول العابرین *المشهد الرابع بقایا خوف ورماد قبعة مجرم ودخان وبصمات وأصفاد دبابة یعانق عنقها الأرض تخبیء عیونها خلف وشاح الذل وفوق هاماتها أعلام تسمو وأطفال تلهو وتحت أقدامهم الفولاذیة جبروت عدوهم اندحر وتاریخ من الوهم اندثر ***** و ترحلون أبو مهدی العاملی وترحلون..