خلاصه ماشینی:
آخر الکلام: استشهادیون..
ایفا علویة من وجع الأرض التی سکن تاریخهم فی أحضانها وورثوا ترابها المجبول بذکریات أجدادهم، انطلقوا یحفرون فیها مقابر لأقدام وحوش نبشت معالمها وترکت مشاهدها الودیعة صوراً مشوّهة تضج بالخراب.
من آهات الشیوخ الذین جلسوا علی شرفات الماضی یتکئون علی حلم العودة إلی هناءٍ عاشوا أحلی سنین عمرهم فی دیاره وأصرّوا أن یحملوا فی مخیلتهم أمل استرجاعه، هبوا بقوة قبضاتهم الحدیدیة یکسرون قیوداً وحواجز محولین أجزائها إلی ذرات متناثرة.
من أنین الأمهات التی ضمّت بین ذراعیها أجساد الطفولة المقتولة بذنب الانتماء إلی هویة الوطن المغتصب، قاموا بقلوب تغلی فیها نیران اللوعة فتتحول حرارتها براکیناً تذوب فیها دروع المحتل وأسواره الواقیة.
من عنفوانهم الذی أبی الخضوع لجنود ما رفعوا فوق أکتافهم إلاّ عتاد الخیبة والانکسار وما حملوا فی جعبهم إلا زاد الیأس والخوف، نهضوا وثاروا فی انتفاضة غضبهم یقضّون مضاجع أوهام حملتها عصابات الشتات التی جمعتها العنصریة من هنا وهناک.
إنهم الاستشهادیون، الذین باعوا أرواحهم فداء الشرف والکرامة وفتحوا أجسادهم قنابل بشریة تدوّی فی مسامع الغزاة: عودوا من حیث أتیتم.
&