خلاصه ماشینی:
نور روح الله : هکذا تُفتح للإنسان أبواب السعادة *منشأ الشقاوة إذا عُلم أن جمیع الخیرات تنبع من نور فطرة اللّه ما لم یحتجب بحجب الطبیعة أو یقع فی شباک النفس الملتفة، أسیراً لإبلیس، وأن الکفیل لسعادة الإنسان المطلقة هو هذه الفطرة الشریفة، وإذا علم أیضاً أن جمیع الشرور هی من الفطرة المحجوبة المظلمة بظلمات الطبیعة، وهذه الاحتجابات هی منشأ جمیع الشقاوات فی الدنیا والآخرة، فلا بد أن یعلم أن الإنسان لو غفل عن نفسه ولم یکن فی صدد إصلاحها وتزکیتها، بل أطلق عنانها فهو یزید فی کلِّ یوم، بل فی کلِّ ساعة حجاباً علی حجبها، ووراء کل حجاب حجاب بل حجب إلی أن ینطفئ نور الفطرة کلیّاً، ولا یبقی من المحبّة الإلهیّة أثر.
مثلاً کل لذة یتذوقها أی إنسان من هذا العالم، لو لم تکن محدودة بالحدود الإلهیّة لقرّبته إلی الدنیا ولزادت علاقته القلبیَّة بها، فتقل بمقدارها علاقته من الروحانیة والحق وتزول المحبّة الإلهیة من قلبه وحیث إن النفس تطلب بعد کلِّ لذّة لذة أخری بل لذّات أخری، والنَّفس الأمَّارة ترغّب القوی الخاصة لهذا الأمر، فوراء کلِّ حجاب تحصل حجب ظلمانیَّة، ومن کلّ واحدة من هذه القوی الحسیَّة التی تجلّی منها شعاع النفس إلی عالم الطبیعة والدنیا، تقع حجب علی القلب والروح فتمنع الإنسان من السَّیر إلی اللَّه وطلب الحق جلّ جلاله.