خلاصه ماشینی:
فلو جمعوا جمیع نیران هذه الدنیا لما تمکنوا من حرق روح الإنسان، أما هناک فإن النار إضافة إلی أنها تحرق الجسم فهی تحرق الروح أیضاً، وتذیب القلب وتحرق الفؤاد.
ولکن اللَّه القادر یجعل هذا الجسم یوم القیامة بحیث أنه فی نار جهنم التی شهد جبرائیل بأنه لو جیء بحلقة واحدة من سلاسل جهنم التی طول الواحدة منها سبعون ذراعاً إلی هذه الدنیا لأذابت جمیع الجبال من شدة حرارتها یبقی دائماً ولا یذوب ولا ینتهی...
أما ارتباط النفس بالبدن فی هذه الدنیا فضعیف وناقص جداً، ففی هذا العالم یستعصی علی النفس أن تظهر فیه بکامل قواها، أما الآخرة فهی عالم ظهور النفس.
وأما ارتباط نار جهنم والتصاقها بالجسم، فلا شبیه له فی هذا العالم، ولو تجمعت جمیع نیران العالم وأحاطت بإنسان، لما أحاطت بغیر سطح جسمه.