خلاصه ماشینی:
الأم التی هزّت إسرائیل والدة شهید الوعد الصادق المجاهد حسین خلیل حطیط السلام علیکن جمیعاً یا أمهات الشهداء.
أحییکن بتحیة الأم التی هی مصدر العطاء وینبوع الحنان، الأم التی أنجبت، ورعت، وربت، وعلمت، وتحملت کل العناء لتصل بأولادها إلی برّ الأمان وتؤدی رسالتها الأمومیة علی أکمل وجه.
إن اللَّه أکرمنا وتکرّم علینا بشهادة أولادنا شهادة نعتز بها فی حرب ضروس، فالشهادة تکریم وکرامة؛ لأن دماء أبنائنا بیارق عزٍّ فوق أرض الوطن.
وهنا أستذکر حادثة صغیرة لإحدی الأمهات المناضلات التی قالت: بقیت أدعو اللَّه حتی الفجر أن یرزق ولدی الشهادة، لو کنت أعرف کیف أزغرد فرحاً لخبر استشهاد ابنی لفعلت.
کنت أخشی من یوم واحد أن یستشهد محمد دون أن یشفی صدورنا من الصهاینة الیهود، فهذه هی الأم التی هزت إسرائیل بیسارها...
شهداءَنا، أحباءَنا، یا من ازدانت الدیار بکم فکنتم کالحلم الجمیل، لم یسع هذا العالم أحلامکم فذهبتم إلی عالم تحققون فیه ما تصبو إلیه نفوسکم الطاهرة من العشق الإلهی.
لا یمکن القول إلا إنکم أصفیاء اللَّه وأحباؤه وأوداؤه الأبرار إنکم تکرمون أمهاتکم بأجمل تکریم وأحسنه: الشهادة التی هی ثوب العزة والکرامة دفاعاً عن حمی الوطن.
ودمع الناس حشوتُ منه مخزنی أنا ولیل الظلم أوقدتُ فیه شمع القتال فی عصر التعب..
أنا العین التی لم تنم والجسد الملفوح ببرد الجبال ونار المدافع أنا ومنجل القتل حَصَدَ الأطفالَ، فهجرتُ الوهن..
رعدٌ فوق سوح النزال صوتی...
برقٌ فوق تاج المآذن روحی...
أسوار اللَّه حول القری رصاصی محمولٌ بدعاء الأمهات فأصلیتُ قلب الدخیل بنار الهزائم عَرق الجهاد..
آخی فوق هامتی حب المطر فأطلقتُ نوی الأنهار فی صنم العوالم وألغیتُ بدمی المنساب موت البشر