خلاصه ماشینی:
حتَّی الحیوانات، نجدها تجهد فی سبیل صون حریَّتها، وکسر کلِّ الحواجز والقیود الَّتی تعترضُ حیاتها، وتبذل کلَّ شیء فی سبیل حفظ هذه الحریَّة..
وإذا ما تمکَّن الإنسان أو أیُّ کائن آخر من تکبیلها أو الحدِّ من حریَّتها، فإنَّنا نراها تتصرَّفُ بشکلٍ عنیفٍ فی محاولةٍ للانعتاق من هذه القیود، والعودة إلی آفاق الحریَّة الرَّحبة، الَّتی تجد فیها متعة العیش ولذَّة الحیاة.
ولا یقبلُ من الحیوانات الطَّوقَ فی عنقه، أو الأغلال فی أرجله، إلا الحیوان المروَّض أو الَّذی هو فی طور التَّرویض؛ وذلک، بعد استنفاد الجهد وبذل الوَسْع فی طلب الحریَّة، حتَّی یبلغ مرحلةً من التَّرویض الَّذی یحاول فیه المروِّض خلق حالةٍ یُقنع فیها الحیوان بصحَّة هذا الوضع، - حتَّی فی هذه الحالة نجدُ فیها الحیوان لا یُفوِّتُ فرصة الانفلات من القیود والانعتاق من الأغلال مجدَّداً.
وحدهم الَّذین لا تجدُ تفسیراً لأفعالهم ولا تبریراً، فی تشنیعهم علی الشُّرفاء، وإغلاق السُّبل علی الطَّالبین بدم أبریائهم، والسَّاعین لاسترداد أرضهم وتحریر مقدَّساتهم..