خلاصه ماشینی:
وما دامت النفس لم تبلغ هذا المستوی من التجذر الخلقی بواسطة التفکر والتدبر والترویض، لن یکون لها أخلاق وکمال، یُخشی علیها من زوال الخلق الکریم الذی یعدّ من الکمالات النفسیة، وتغلب علیها العادات والخلق السیّئ.
کما هو المشهور من أن بعض الناس منذ نعومة أظفارهم یرغبون فی الخیر، وبعضهم ینزع نحو الشر وأن البعض یُثار بأدنی شیء، ویستوحش من عمل بسیط، ویفزع من أقل سبب، وبعض یکون علی خلاف ذلک.
إن سبب بعث الأنبیاء، والدافع لدعوة خاتم الأنبیاء(ص)، هو إکمال مکارم الأخلاق کما ورد فی الحدیث الشریف المأثور عن رسول الله(ص) "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَکَارِمَ الأَخْلاَقِ"( 1).
فلا بد من عود التأنیب إلینا کما قال رسول الله(ص) فی هذا الحدیث الشریف (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلاَ تَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَکَ)( 2).
وعن المجالس بإسناده عن الصادق جعفر بن محمَّد(علیهما السلام) أنَّهُ قالَ :"عَلَیْکُمْ بِمَکَارِمِ الأَخْلاَقِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ یُحِبُّهَا وَإِیَّاکُمْ وَمَذَامَّ الأَفْعَالِ فَإِنَّ اللَّهِ یُبْغِضُهَا - إلی أَنْ قَالَ -: وَعَلَیْکُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّهُ یَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ - الحدیث"( 3).