خلاصه ماشینی:
"و یمکن إضافة نقاط أخری للنقاط السابقة منها التکالیف المالیة والبشریة الباهظة التی تکبدتها البلدان الإسلامیة لحد الآن، والانشغال الذهنی للحکومات والشعوب المسلمة، ومعاناة ومحن ملایین المشردین الفلسطینیین الذین لا یزال البعض منهم یعیشون لحد الآن وبعد ستة عقود فی المخیمات، والانقطاع التاریخی لقطب حضاری مهم فی العالم الإسلامی، و....
الظلم والعسف المتصاعد الذی یمارسه الکیان الصهیونی ومواکبة بعض الحکام المستبدین الفاسدین المرتزقة لأمریکا لهذا العسف من جهة، وانبعاث المقاومة الفلسطینیة واللبنانیة المستمیتة والانتصارات المعجزة للشباب المؤمن فی حربی الـ33 یوما فی لبنان والـ 22 یوما فی غزة من جهة أخری، هی من جملة العوامل المهمة التی هیجت المحیط الهادئ ظاهریا لدی شعوب مصر وتونس ولیبیا وباقی بلدان المنطقة.
وکانت الهزیمة الذلیلة للکیان الصهیونی فی لبنان عام 2006 (1385 هجری شمسی(، والإخفاق الفاضح الذی منی به ذلک الجیش المتشدق فی غزة سنة 2008 (1387 هجری شمسی)، والفرار من جنوب لبنان والانسحاب من غزة، وتأسیس حکومة المقاومة فی غزة، وبکلمة واحدة تحول الشعب الفلسطینی من مجموعة من الناس الیائسین العاجزین إلی شعب متفائل مقاوم له ثقته بنفسه، کانت هذه کلها من الخصائص البارزة للأعوام الثلاثین الأخیرة.
هذه الصورة الکلیة الإجمالیة سوف تکتمل حینما ینظر بصورة صحیحة للتحرکات الاستسلامیة والخیانیة التی تهدف إلی إطفاء المقاومة وانتزاع الاعتراف الرسمی بشرعیة إسرائیل من الجماعات الفلسطینیة والحکومات العربیة.
و بعد ذلک وصولا إلی معاهدة أوسلو فی سنة 1993 (1372 هجری شمسی) والمشاریع التکمیلیة الأخری التی أعقبتها والتی أدارتها أمیرکا، وواکبتها البلدان الأوربیة الاستعماریة، وفرضت عبأ علی عاتق الجماعات الاستسلامیة عدیمة الهمة من الفلسطینیین، انصبت کل مساعی العدو علی صرف الشعب والجماعات الفلسطینیة عن خیار المقاومة بوعود مخادعة جوفاء وإشغالهم بألاعیب صبیانیة فی الساحات السیاسیة."