خلاصه ماشینی:
مصباح الولایة طول الأمل إن من أهم أسباب عدم التیقظ الذی یؤدی إلی نسیان المقصد ونسیان لزوم المسیر، إلی إماتة العز والإرادة هو أن یظن الإنسان أن فی الوقت متسعاً للبدء بالسیر، وإنه إذا لم یبدأ بالتحرک نحو المقصد الیوم، فسوف یبدأه غداً، وإذا لم یکن فی هذا الشهر فسیکون فی الشهر المقبل.
فإن طول الأمل هذا امتداد الرجاء، وظن طول البقاء والأمل فی الحیاة ورجاء سعة الوقت، یمنع الإنسان من التفکیر ف المقصد الأساسی الذی هو الآخرة، ومن لزوم السیر نحوه ومن لزوم اتخاذ الصدیق وتهیئة الزاد للطریق، ویبعث الإنسان علی نسیان الآخرة ومحو المقصد م فکره، ولا قدر الله.
فنسیان الآخرة من الأمور التی یخافها علینا أمیر المؤمنین(ع) ویخاف علینا من الباعث لهذا النسیان وهو طول الأمل، لأنه یعرف مدی خطورة هذه المرحلة، ویعلم ماذا یجری علی الإنسان الذی یجب أن لا یهدأ لحظة واحدة عن التهیؤ وإعداد الزاد والراحلة عندما ینسی العالم الآخر، ویستهویه النوم والغفلة من دون أن یعلم أن هناک عالماً آخر وأن علیه أن یسیر إلیه حثیثاً.