خلاصه ماشینی:
مشکاة الوحی: إزالة الحجب عند الإمام العجُب والغرور من أکبر الحجب وهما نتیجتان لغایة الجهل بحقارة النفس وعظمة الخالق، إذا فکر (الإنسان) قلیلاً فی عظمة الخلقة بالمقدار الذی وصل إلیه البشر، وهو رغم هذا التقدم العلمی شیء یسیر جداً، یدرک حقارة وضآلة نفسه وکلِّ المنظومات الشمسیة والمجرات.
الإنسان الذی یری نفسه محور الوجود - رغم أن الإنسان الکامل کذلک - غیر معلوم أنه کذلک فی نظر سائر الموجودات، والبشر الذین لم یبلغوا الرشد لیسوا کذلک «مثل الذین حملوا التوراة ثم لم یحملوها کمثل الحمار» هذا مرتبط بالرشد العلمی بدون التهذیب وقد جاء فی وصفه «کالأنعام بل هم أضل».
کان جهنم محیطة بنا، وخدر الطبیعة مانعٌ من الشهود والإحساس «وإنَّ جهنّم لمحیطةٌ بالکافرین» وللکفر مراتب کثیرة، رؤیة النفس ورؤیة العالم والنظر إلی غیر الله من مراتب ذلک.
إذا تدبرنا ونظرنا إلیها بعین غیر هذه العین الحیوانیة ووصلنا إلیها بعیداً عن الحجب الظلمانیة والنورانیة فإن ینابیع المعارف تتدفق إلی القلب، ولکن للأسف إننا غافلون حتی عن الفاتحة (ومن اطلع وخرج من الغفلة لم یصلنا خبره).