خلاصه ماشینی:
آخر الکلام:قالوا وقلنا إیفا علویّة ناصر الدین قالوا: إسمعوا منا نصیحة لوجه اللَّه: حاذروا مواجهة الجیش الأسطورة، وکفّوا عن التحدی والتصدی.
فلن یکون نصیبکم من ذلک سوی الفشل والتقهقر، ولن تحصدوا إلا النکسة، ولن تذوقوا إلا طعم الخیبة والانکسار.
وقلنا: عن أی أسطورة تتکلمون؟ إنها أسطورة الوهم المعشش فی مخیلاتکم لیس إلا.
إنه وسواس الخوف المتلبِّد فی قلوبکم.
انظروا لتروا شدة بأسنا وصلابة عزیمتنا، وستثبت لکم الأیام هشاشة ما تزعمون.
قالوا: هادنوا تسلموا، فهذا حکم القوی علی الضعیف، وإن قدر الضعیف أن یمشی متستراً فی الظل، وأن یدفع ضریبة حیاته السکوت حتی یجد لنجاته سبیلاً.
وقلنا: من قال إننا ضعفاء؟ نحن الأقویاء بعمق إیماننا باللَّه تعالی الذی خلقنا لنعیش أحراراً.
فلا سکوت عن الحق، ولا معنی لحیاة فی ظلال المذلة والهوان.
إن الکرامة رصید حیاتنا، والمقاومة قضاؤنا وقدرنا واختیارنا الذی نحب ونرضی.
قالوا: العین لا تقاوم المخرز، إن عددکم قلیل، وعتادکم هزیل، فلا ترموا أنفسکم فی فم التنین وتقدموها لقمة سائغة له، بل ارموا سلاحکم حتی لا تهدروا دماءکم سدی.
وقلنا: إن قطرات دمائنا فداء لحبات تراب الوطن، ونحن عشاق الشهادة، والشهادة أروع حیاة.
أما الموت فهو العیش فی مستنقع العبودیة للظالم والمستکبر.
وأما حساب العدد والعدة فإنه لم یدخل یوماً فی میزان الربح والخسارة، ولطالما کانت نتائج المعرکة رهینة بطولة وشجاعة وإقدام المقاتلین، ومدی سمو الهدف، وصدق القضیة.
قالوا: إنکم تضعون أنفسکم علی کف عفریت بانتظار النهایة السعیدة، لکنکم عبثاً تحاولون، فلن یکون لکم إلی النصر سبیل.
قلنا: إن الصبح لقریب، وإن النصر لآتٍ آتٍ آتٍ.
قالوا وقلنا، فما کان قولهم إلا سراباً، وما کان قولنا إلا فعلاً، وغدا فعلنا انتصاراً.