خلاصه ماشینی:
الافتتاحیة نهضة الأمّة ومسؤولیة التمهید العالم بانتظار العدل والعدل بانتظارک.
کلمة تحکی عن عطش العالم لمنبع العدل الذی یعید للبشریة أصالتها الإنسانیة وجوعه ولهفته إلی الخیر الذی یعدم معه کل أشکال الظلم والخوف والاضطراب.
عطشٌ لا یروی وجوعٌ لا یسد إلا بظهور منجّی المؤمنین ومخلّص المستضعفین، قائد قوافل النور وباسط العدل والقائم بالقسط.
لکن هذا الظهور للمخلّص الأعظم لیس کالرجوع الذی یتحدث عنه المسیحیون الغارقون فی وحول الفساد والاستکبار، ولا کالظهور الذی ینادی به الیهود الآثمون، أولئک الذین جعلوا فکرة الخلاصة ذریعة لاستمرار دعواتهم الدینیة وترغیباً بالجنة الموهومة.
إنه ظهور ذو شروط، یتحمّل مسؤولیته الأفراد وتلتحم حوله الأمة وهی تصوغ وعیها الأکید بإدراک أسبب الغیبة: فتلعن أمة أسرجت وألجمت وتنکبت لقتاله، وتذم أخری لاتباعها الطاغیة، وتأخذ العبرة من ثالثة سکتت وهی تری تراث الرسول نهباً.
لقد حمل تاریخ الغیبة الکبری رجالاً کانوا یحلمون بإکمال جیش بدر الکبری لرؤیة الطلعة الغراء، وماتوا حسری فالعدد لم یکتمل..
الأمة المنتظرة هی الأمل بدنو حلم الأنبیاء.
والأمة الممهدة هی التی تصنع أیام الله المجیدة.
فیا أحرار العالم أنتم الذین تحلمون بمجیء المخلِّص أدعوا أقوامکم وأهلیکم لیکونوا منتظرین وعلّموهم کیف یصبحوا ممهدین.
أغرسوا فی أعماقهم ذلک الانتظار الذی یقتل الیأس ویطرد الذلّ.
فإنّ المنتظر سیظهر بصراخ الملایین.
ویخرج بوعیهم لیقیم صرح الولایة.
والسلام
(
, 
, 
)
