خلاصه ماشینی:
*زیارة القبور: جاء فی الحدیث عن الإمام علی(ع)قال: «زوروا موتاکم فإنهم یفرحون بزیارتکم، ولیطلب الرجل حاجته عند قبر أبیه وأمه بعدما یدعو لهما»(5).
لا یکتفی الناس بالزیارات الاجتماعیة العادیة، وتبادل التهانی والهدایا، بل یجد ظاهرة اجتماعیة راقیة فی المجتمعات الإسلامیة تتمثّل بتواصل الناس مع أرحامهم الأموات ولو من سنین طوال.
فیقوم الأهل والأحبة قُبیل یوم العید بغسل وتنظیف القبور وتهیئتها لاستقبال العید وضیوفه، لتتحوّل مع الخیوط الأولی لشروق شمس یوم العید إلی مظهر ذی حالة عرفانیة خاصة موشَّح بألوان الورود المهداة إلی الأحبة والمتناثرة فوق الأضرحة وعلی زوایاها، یلفه حزن علی طول الفراق وتهنئة بالعید السعید، ولا یغیب عن هذه الأجواء دموع لا بد أن تنساب حتی فی یوم العید، ولعلها فی الحقیقة لیست دموعاً بقدر ما هی عبارات للتهنئة والتبریک بالعید، إلا أنها هذه المرة کانت ذا أثر بالغ وإن أتت صامتة، مما یدخل الفرح علی الأموات، کما جاء فی الحدیث عن الإمام الصادق(ع).
فی الروایة أن داود الرقی سأل الإمام الصادق(ع): یقوم الرجل علی قبر أبیه وقریبه وغیر قریبه هل ینفعه ذلک قال: «نعم إن ذلک یدخل علیه کما یدخل علی أحدکم الهدیة یفرح بها»(6).
فی الختام لا بد من الالتفات أن للعید مفاهیم ودلالات عمیقة فی الثقافة الإسلامیة، فهو من جهة استکمال للعبادة التی تسبقه، وهو من المظاهر والعناصر الاجتماعیة الخاصة عند المسلمین، والتی تساهم فی مدِّ أواصر المحبة والمودة بین القلوب والأرواح فضلاً عن الأجساد.
***** الهوامش: (1)شرح النهج لابن أبی الحدید - 20 - 73.
(2)الحر العاملی، وسائل الشیعة، ج6، باب 1، من أبواب الزکاة.
(3)المصدر نفسه، ج3.
(4)المیرزا الملکی التبریزی، المراقبات أعمال السنة.