خلاصه ماشینی:
"وموقف علماء النجف من حرکة الإلحاد فی العراق معروفة، فقد وقفوا بوجه التیار الشیوعی والیساری الذی حاول أن یهیمن علی مقدرات العراق وعلماء النجف قدموا فی سبیل ذلک تضحیات جسیمة، رغم أن الظروف السیاسیة کانت تفرض أن لا یقفوا هذا الموقف، بل یحصلوا علی مکاسب فی العهد الجمهوری بعد عهود من الاضطهاد الطائفی فالعهد الجمهوری یمثل انفراجا للوضع الطائفی فی البلد، وأعطی فرصة للشیعة کی یکونوا فی جهاز الحکم وفی الأوساط العسکریة والاقتصادیة لکن علماء النجف وقفوا ضد نظام عبد الکریم قاسم المساند لتیار الإلحاد، بل وقفوا ضد هذه الحالة من الانفراج، لیحققوا مکسب وحدة المسلمین فی مواجهة تیار الإلحاد الشیوعی.
ولقد شهد تاریخ الحوزة العلمیة فی النجف قدیما وحدیثا تألیف مثل هذه الکتب الفقهیة المقارنة مثل کتاب تحریر المجلة للمرحوم الامام الشیخ کاشف الغطاء فی أیام الحکم العثمانی ومن قبل ألف الشیخ الطوسی رضوان الله تعالی علیه کتاب الخلاف، والعلامة الحلی، وهو من علماء مدرسة النجف، ألف کتاب التذکرة وکتاب المختلف وهکذا حتی عصرنا هذا، دأب العلماء فی النجف علی السیر علی هذا النهج التقریبی ونهج توحید المسلمین.
■ بشأن نشاطاتکم التقریبیة، نرجو أن تعطونا صورة عن أبعاد هذه النشاطات ؟ □ أنا أؤمن بأن الخطوة التقریبیة الأولی هی نشر ثقافة التقریب، فلا یمکن أن نقطع أیة خطوة علی طریق توحید المسلمین دون أرضیة ثقافیة تحول قضیة التقریب إلی ثقافة متبناة من قبل المسلمین بکافة مذاهبهم وأعتقد أن أفضل إطار لنشر هذه الثقافة هو إطار أهل البیت ـ علیهم السلام ـ بما کانت لهم من أفکار وآراء ونشاطات استهدفت توحید صفوف المسلمین کما ألمعنا إلیه سابقا."