خلاصه ماشینی:
ومن البدیهی أنّ الله سبحانه لم یضع هذه العبادات، ولم یحدّد هذه المسائل الأخلاقیة إلاّ لهدف عظیم، وهو الهدف هو تربیة الإنسان وتهذیبه لنفسه وتعریفه بها، لتصبح زاکیة طاهرة، وحتّی تبلغ أعلی مراتب الکمال الإنسانی ولتکون عارفة لربّها حقّ المعرفة والإنسان قادر علی نیل مراتب الکمال ولکلّ واحد منا مجال واسع لتحقیق هذه الغایة فلا یقتصر علی أناس دون آخرین والناس جمیعاً سواسیة فی اقتناص هذه الفرصة.
إنّ نفس الإنسان فی رحم هذه الدنیا تحتاج إلی التغذیة بالعلوم والمعارف الصالحة حتّی تنمو نمواً طبیعیاً وتترعرع فی بیئة ربانیة غیر فاسدة، وإلاّ فإنّ هذه النفوس لن تستفیق بعد الموت إلاّ شقیة متحسّرة، ولن تعرف طعماً للسعادة.
إنّ المداومة علی العبادات المفروضة، التی یعتبرها الإمام الخمینی(علیه الرحمة) فی الطلیعة إلی جانب الفرائض الأخری، یجعل النفس تتذوّق من اللذائذ المعنویّة ما یفوق بما لا یقاس لذائذ أهل الدنیا.
وإن من أسمی الغایات العبادیة تحصیل الانقطاع إلی الله والآخرة والإعراض عن حب الدنیا.