خلاصه ماشینی:
قرأت لک: المستوی العلمی فی العلاقة الزوجیة العلم کمال للإنسان ومیزة إیجابیة متی ما توفرت فی الزوج أو الزوجة، إذ تسهل عملیة التفاهم والتعایش مع الإنسان المتعلِّم الواعی لأنَّه یدرک مصالح الأسرة أکثر من غیره، ویعمد إلی تربیة أبنائه وتعلیمهم بلا تقاعس، ویقوم بمسؤولیاته خیر قیام.
وهذا لا یعنی أنَّ کلَّ متعلِّم مدبر وعاقل وواعٍ، ذلک أن الدراسة فی مدارسنا- ومع الأسف- لا تعطی غالباً لطلبتها دروساً فی الحیاة، ولا تهیِّؤُهم لخوضها، وإنما تُخرِّج أُناساً متقاعسین مغرورین یستهلکون أکثر مما یعملون، یتصوّرون أنهم أفضل من غیرهم وأکثر عقلاً فیعرضون عن سماع حتی النصح والموعظة.
وعلیه، فإن الدراسة، لیست معیاراً للعقل والإدراک، وفهم الحیاة هو شیء غیر الدراسة، فثمة أُناس أُمیّون أو لم یتلقوا نصیباً من الدراسة إلا قلیلاً یمتازون بالعقل والدرایة مما لا تتوفر فی غیرهم من المتعلمین.
وثمة أشخاصٌ قد تجاوزوا مراحل دراسیة عُلیا لیس لهم نصیب من العقل والتدبیر ولا فرق بینهم وبین الأمیّین فی هذا المجال.
فالمستوی الدراسی لا یمکن أن یکون میزة لوحده فی اختیار الزوجة أو الزوج، وإنما ینبغی البحث عمن یتوفّر فیه العقل والفهم والإدراک.
وبطبیعة الحال فإن المستوی العلمی ما هو إلاّ کمال فی الزوج والزوجة، إذا توفرت سائر الشروط الأخری کالإیمان والدیانة والعقل والأخلاق والعفة والمنبت الکریم، ویُرجَّح الشخص المتعلم علی الأمی.
فإنَّ من ضرورات الحیاة الحاضرة لهذا الجیل أن یکون قد أنهی فی الأقل الدراسة المتوسطة، وهی مرحلة لا بأس بها للفتاة فی إدارة شؤون الأسرة، بالرغم من أن من الکمال أن یکون المرء قد أنهی مراحل دراسیة أعلی، ولکن ینبغی أن لا یتطرق الرجل إلی هذا الشرط لدی اختیار الزوجة.