خلاصه ماشینی:
مصباح الولایة: فضیلة التفکر للتفکر فضائل کثیرة وبحسب تعبیر الإمام الخمینی (قده) فالتفکر هو مفتاح أبواب المعارف وخزائن الکمالات والعلوم، وهو مقدمة لازمة وحتمیة للسلوک الإنسانی، وله فی القرآن الکریم والأحادیث الشریفة تعظیم بلیغ وتمجید کامل، کما أن تارکه معیّر ومذموم وقد جاء فی «الکافی» عن الإمام الصادق (ع): «أفضل العبادة إدمان التفکر فی الله وفی قدرته».
ونتیجة ذلک هو العلم بوجوده وبأنواع تجلیاته، التی منها الأعیان الواقعیة والمظاهر الخارجیة، وهذا أفضل مراتب التفکر، وأعلی مراتب العلوم، وأتقن مراتب البرهان.
وهنا لا بدّ أن نعرف أن قولنا: «التفکر فی الذات والأسماء والصفات» قد یحمل الجاهل علی الظن بأن التفکر فی ذات الله ممنوع بحسب الروایات، دون أن یعلم أن التفکر الممنوع هو التفکر فی اکتناه الذات وکیفیتها، حسب ما یستفاد من الأحادیث الشریفة.
وقد یمنع غیر المؤهل، من النظر فی بعض المعارف ذات المقدمات الدقیقة.
الثانی: هو التفکر فی روائع الصنع وإتقانه ودقائق الخلق، بما یتناسب وقدرة الإنسان من طاقة للتفکر، ونتیجة هذا التفکر هی معرفة المبدأ الکامل والصانع الحکیم، لذلک فإن التفکر فی لطائف الصنعة ودقائقها وفی إتقان نظام الخلیقة، من العلوم النافعة، ومن أفضل الأعمال القلبیة، وخیر من جمیع العبادات، لأن نتیجته أشرف نتیجة، وعلی الرغم من أن النتیجة الأصلیة لجمیع العبادات والسر الحقیقی لها هو الحصول علی المعرفة، فإن کشف هذا السر والحصول علی تلک النتیجة لیسا متیسرین للجمیع بل أن لذلک أهلاً تکون لهم فی کل عبادة بذرة لمشاهدة أو لمشاهدات، وعلی أیّ حال إن الإطلاع علی لطائف الصنعة وأسرار الخلیقة بحسب الحقیقة والواقع لم یتیسّر للبشر، حتی الآن.
الثالث: هو التفکر فی أحوال النفس، الذی یؤدی إلی نتائج کثیرة ومعارف عدیدة منها العلم بیوم المعاد، والعلم بإرسال الرسل وإنزال الکتب، أی النبوة العامة، والشرائع الحقة.
(
, 
, 
)
