خلاصه ماشینی:
"أمامنا أمر ان یراد لهما توضیح فی هذا المجال،أولهما أی من الحرفین أقوی من الاخر؟ و ثانیهما بای معیار یقیس أبو الفتح قوة الحروف؟ 3-4-1 لا یقدم لنا أبو الفتح و صفا کاملا أو سلما شاملا یرتب فیه الحروف بحسب قوتها کما یراد یرادها بل نجد إشارت محدودة عن ذلک فی کتابیه،ففی سر الصناعة یقول أن الراء أقوی منا للام و من النون(ج 2،ص 418،ص 818)،و التاء اقوی من الدال(ص 418)،کما یقول فی الخصائص أن الراء أقوی من اللاء و أن الطاء و التاء أقوی من الدال(ج 1،ص 45)،و الهمزة أقوی من الهاء و من العین(ج 2،ص 641)لم تلتفت اللسانیات الحدیثة إلی تصنیف الاصوات اللغویة فی سلم حسب قوتها إلا فی الفترة الاخیرة حیث ظهرت فی أعمال بعض المحدثین مثل فولی (FOLEY 1977) و هوبر (JBHOOPER 1976) و غیرهما محاولات لوضع جداول للاصوات اللغویة مرتبة حسب قوتها استناد إلی صفاتها الصوتیة او وظیفتها الصوتیة الصرفیة؛ و نجد تشابها بین نظرة ابن جنی لقوة الحروف و مأ جاء فی مؤلفات علماء اللغة فی الغرب ممن ذکرناهم و غیرهم من أتباع المنهج الطبیعی فی الدراسات الصوتیة فی اللغة NATURAL) (PHONOLOGY .
و الضد یظهر حسنه الضد من هذا القانون الطبیعی حدثت العملیات الصوتیة المختلفة من تماثل و مخالفة و ما ینتج عنهما من إدغام و إقلاب و إخفاء و حذف و إضافة و غیر ذلک و لنأت بامثلة علی ذلک من اللغة: قلنا إن أحسن ما یاتلف الصوتان المتجاوران أن یکونا مختلفین فی صفاتهما فإذا تجاور صوتان و لم یتوفر بینهما المقدار الکافی من التضادد فماذا ستکون النتیجة؟فی الکثیر من الاحوال یهیمن أحد الصوتین علی الاخر و یضفی علیه صفة أو أکثر من صفاته و قد یحدث أن یؤثر الواحد منهما فی الاخر،و تسمی هذه العملیة الصوتیة التماثل ASSIMILATION و التی یعرفها علم الصوت بأنها حالة یاخذ فیها صوت صفة أو أکثر من صوت آخر، مثل ما نراه فی حالات معینة من الادغام فی العربیة حینما یتغیر صوت فیصبح مثیلا أو شبیها بصوت مجاور له بموجب قوانین صوتیة ثابتة."