چکیده:
إن قضية الشهيد و الشهادة قضية قد عني بها الأدب الفلسطيني خاصة الشعر الفلسطيني بعد نكبة 1948 التي خاضها أبناء فلسطين في غمرة النضال مع الصهيونية، و دخل الشعر الفلسطيني معركة المقاومة بعد هذه السنة كي يقف إلى جانب البطل المضحّي بحياته و من ذلك القصائد التي ركّزت على موضوع الشهيد. فمثل هذه القصائد امتلأت صفحاتها بالكوارث التي حلت بشبابهم و ذكر أمجادهم و نيلهم درجة الاستشهاد في هذا الطريق و إثبات هذا الأمر أن طريق الاستشهاد هو الطريق الوحيد الذي يوصل الأمة إلى النصر. و قد انعكس هذا في الشعر الفلسطيني لأن الشعر له تأثير فاعل في إيصال نداء الشهيد إلى شعبه و تحقيق النهضة و الحركة بينهم لأخذ الثأر و استمرار حركته .يعدّ أحمد دحبور و معين بسيسو من الشعراء الفلسطينيين الذين اهتموا بقضية الشهيد و الشهادة في قصائدهم إذ إنّ كثيراً من قصائدهما تشمل هذا الموضوع بكلّ أبعاده و جوانبه.يستهدف هذا البحث نظرة عامة إلى موضوع الشهيد في قصائد الشاعرين المذكورين و بيان الأسلوب الفني في هذه القصائد من اللغة الشعرية و الصورة و الموسيقى على أساس دواوينهما الشعرية بعد 1948م حتى 2000م .
خلاصه ماشینی:
/ بنجوم الدم تزهو فی النهار/ نجمة تومض من کل رصاصة/ أطلقتها من ید التل الکبیر/ ید فلاح شهید »( بسیسو، 1987م:79 ) و من میزاتها الأخری احتوائها علی مضامین شعبیة ، کالتراث الشعبی و العادات الاجتماعیة؛ کما یشیر أحمد دحبور فی قصیدة «الهاویة» من دیوان « زغردة النساء »: « فبأی الوجوه نقابل أم الشهید ؟ ألا أستعیر/ غرابا لیأسی المؤقت یسأل : فیم تزغرد أم الشهید ؟ /أنا أعلن الان وقت البکاء /یا نساء فلسطین لا جرح ان بکیتن مر البکاء» ( دحبور، 1983م:729) و تلک المیزة فی لغة القصیدة الفلسطینیة ، نمت بذورها بعد نکبة سنة 1948 منذ أواخر الخمسینات و بدایة الستینات فی القرن الماضی ( انظر: أبوشاور، 2003م:336 ) فإذا انتقلنا من المضمون اللغوی إلی الظواهر البارزة فی ألفاظ تلک اللغة فسوف نجد عددا من الظواهر ، یمکن اجمالها فیما یلی : اولا: التکرار : و هو تکرار لفظة بعینها أو بعبارة ، داخل النص الشعری أکثر من مرة لمغزی خاص او یمکن بسبب ظاهرة موسیقیة ؛ من ذلک تکرار کلمة واحدة بعینها ، أو کلمات مفردة أو کلمتین مرکبتین کقول الشاعر معین بسیسو : « تفاجئنی الأرض /أن أکف الصبایا / مرایا / و کف الشهید ، بحجم السماء / تفاجئنی الأرض » ( بسیسو، 1987م :664 ) و نجد تکرار لفظ «نجمة» فی قصیدة «ارفعوا الایدی عن أرض القتاة» لمعین بسیسو حیث قد کرر لیؤکد کرامة الشهید و خلوده :« نجمة تومض من کل رصاصة ...