چکیده:
الطباق من الفنون الأدبية في النصوص العربية ومازال ولايزال موظفاً في أنواع الأدب من الشعر والنثر وبحث عنه الأدباء منذ أقدم العصور حتّی الآن، وقد ذکروه کسائر الفنون البلاغية تحت عنوان البديع، أو البيان حتّی جاءت مرحلة تقسيم علوم البلاغة إلی الفنون الثلاثة: المعاني والبيان والبديع، وقد أثبت من المحسنات المعنوية ومازال حتّی اليوم يدرس في طيات مباحث البديع.وبما أنّ الطباق لم يعط مکانه ومکانته في الفنون الثلاثة، لذلک کان من الضروري تبيين موقعه الحقيقي وتجلية أثره في البيان وتوظيفه في النصوص کتابة وخطابة، والإفادة منه في نقد النصوص ودراستها. وهذا ماقام به الباحثون مستشهدين بشواهد من القرآن الکريم في أهمية الطباق وأثره في البيان.
خلاصه ماشینی:
تقابل التناقض أو(السلب والإیجاب): وهو یکون بین أمرین لایجتمعان معا ولایرتفعان، نحو قوله تعالی: «سواء علیهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم<البقرة2/6>»؛ وقع الطباق بین الإنذار وعدمه طباق التناقض.
المناسبة بین معنی الطباق اللغوی ومعناه المصطلح: یرجع بعض علماء البلاغة المناسبة إلی المعنی الأول، وهو مطابقة البعیر(أو الفرس) فی جریه، ویقول: إن القوم (أی علماء البلاغة) رأوا أن البعیر قد جمع بین الرجل والید فی موطیء واحد، والرجل والید ضدان، أو فی معنی ضدین، فرأوا أن الکلام الذی قد جمع فیه </المائدة5/3></الروم30/6-7></النجم52/43></الأعلی87/13></الأنعام6/122> بین الضدین یحسن أن یسمی مطابقا لأن المتکلم به قد طابق بین الضدین (ابن أبی الإصبع المصری، 1383هـ :111).
<الحدید57/10>» فی هذه الآیة تحقق طباق التضاد بین «من أنفق من قبل الفتح» المذکور و «من أنفق من بعد الفتح» المحذوف وقد حذف الطرف الثانی حیث دل علیه الطرف الأول«من أنفق من قبل الفتح» والملاحظ فی هذا الشاهد أن «لا یستوی» بحاجة ماسة إلی هذا المحذوف لأنه جزء من فاعله؛ لأن هذا الفعل یدل علی التشارک وفاعله یجب أن یکون اثنین فصاعدا، وقد صرح بالمحذوف فی الکلام المستأنف بعده، وهو قوله تعالی:« اولئک أعظم درجة من الذین أنفقوا من بعد < الحدید، الآیة نفسها>».
5. قوله تعالی:« أفمن کان علی بینة من ربه ویتلوه شاهد منه <هود11/17>» فقد حذف الطرف الثانی وهو خبر «أفمن کان» بقرینة دلالة الالتزام؛ لأن «من کان علی بینة من ربه» یستحضر فی الذهن مضاده ممن کان علی ضلالة من الشیطان، فالخبر المحذوف هو «کمن </هود11/17></محمد47/14></فاطر، الآیة نفسها></فاطر 35/8></هم> کان علی ضلالة..