چکیده:
هل العلاقات الدولیة الراهنة مهیئة لحوار حضاری ندی بین المسلمین وقوی الهیمنة
الغربیة؟ ولماذا یرفع الغرب بعد الحرب الباردة شعار صراع الحضارات، ویخطط علی
أساسه؟ وماهو أصل العلاقات بین الحضارات؟ أهو حرب أم سلام؟ هذه أسئلة تحاول أن تجیب
علیها الاستاذة الباحثة فی ورقتها، وتری أن الجمیع یتفقون علی أن هناک أزمة عالمیة
ذات بعد قیمی - ثقافی، والاسلام قادر علی أن یقدم رؤیة تساهم فی تقنین الرؤیة التی
تجری صیاغتها للعالم. وتری أن المسلمین فی حاجة الی خطاب غیر اعتذاری، مقترحة طرح
مشروع تعارف الحضارات من منطلق قرآنی، لاننا بحاجة الی خطاب ینطلق من الذات
الاسلامیة وخصائصها، وبمبادرة تجاه الآخر، لا بانفعال أمامه، حتی یتحقق التوازن فی
الرؤیة الذی هو أساس الفاعلیة.
خلاصه ماشینی:
"ومن ثم فإن استخدام تعارف الحضارات ولیس حوارها أو صراعها یمثل استجابة إیجابیة ولیس مجرد رد فعل لما أثارته أطروحات صراع الحضارات، تلک الأطروحات التی جاءت من خارج الدائرة الإسلامیة تعبیرا عن الاهتمامات الفکریة والعملیة فی الغرب (کما سبق التوضیح فی نموذجی القراءة والخبرة) فی حین أن الرؤیة الإسلامیة - علی مستوی المعرفة والفکر - أسبق إلی تقدیم طرح آخر، کما أن الواقع الإسلامی فی ظل موقعه من توازنات القوی العالمیة، لابد وأن تطرح السؤال التالی: هل یمکن للغرب أن یدخل فی حوار حضاری مع حضارات غیر متکافئة معه من الناحیة المادیة وهو المحکوم دائما باعتبارات توازن القوی المادیة؟ حتی أن هانتجنتون حین یذکر الحضارات والأدیان فلم یقدمها إلا فی إطار الصراع والذی یعکس کل دلالات هیمنة الغرب المادیة - کما سبق التوضیح فی نتائج نموذج قراءتنا لفکره - کذلک وإذا کانت أوربا - فی توجهها المتوسطی - قد طرحت الدعوة لحوار ثقافات، إلا أنه لیس هناک من الأدلة فی واقع السیاسات الأوربیة والغربیة الرسمیة بصفة عامة عن أن حوار الثقافات هو الأساس فی تشکیل رؤیة هذا الجزء من الغرب للعالم، ولا أدل علی ذلک من مضمون ومحتوی الحوار حول قضایا المرأة والطفل والاسرة والبیئة والأقلیات وذلک فی المحافل الدولیة الرسمیة المعنیة بتقنین قواعد إدارة هذه المجالات فی عصر العولمة."