چکیده:
استخدم زکریا تامر - القاصّ السوری الکبیر - الذی له تجارب متعددة فی الکتابة والقصة الرمز وإستفاد منه بشکل أحسن. قصّة «النهر» من أهم قصصه الرمزیّة التی یعبّر فیها عن أفکاره واختلاجاته النفسیة ویراوح بین الحلم والواقع، ویتعانق الحلم مع الرمز لیشاکلا عالماً خاصاً ویصور فیها صراع النفسی للمثقّف وآلامه أمام الواقع البشع. تتکوّن هذه القصة من الشخصیات الرمزیّة الأصلیة وغیر الأصلیة، منها عمر السعدی(المثقف)، ورجال الشرطة(الاستبداد والخفقان)، والحارس(قساوة القلب)، والإمرأة المسحورة(الأمل والنشاط)، والنهر(تیار الحرّیة)، والزنزانة(المجتمع العربی)، وکل من هذه الشخصیات تؤدی دورها بشکل جیّد جدا.
خلاصه ماشینی:
القصة القصیرة، زکریا تامر، الرمز، قصة «النهر» المقدمة یعد الرمز من أهم المکونات للعمل القصصی، حیث یجعلنا نبلغ أکثر أشکال الخیال ثراء وبصفته آلیة المعرفة والإتصال، «دأب الإنسان علی الإقتراب من الواقع بطرق شتی لیتحقق سبلا معرفیة تسمح له بالارتحال المستمر فی عالمه، لکن الوجود فی حقیقته لا یکتشف للحواس، لذلک یعمد الإنسان الفنان إلی ابتکار اللغة التی تعمل علی تصویر الحقیقة الباطنة للوجود، هذه اللغة تمثل بالرمز الذی یخترق العالم لیوسع الذهن ویفتح بوابات الحلم التی تقع وراء الحواس»(عبدالله، 2007: 227).
خلاصة القصة تتکون القصة من الشخصیات الرمزیة الإنسانیة وغیر الإنسانیة، منهم عمر السعدی والإمرأة المسحورة ورجال الشرطة والحارس والنهر والقط والزنزانة والمقهی؛ وأما الشخصیتة الأصلیة التی تدور القصة حولها هو عمر السعدی الذی اتکأ بمرفقیه علی سور النهر وتأمل المیاه المنسابة تحت أشعة الشمس وخیل إلیه إن النهر إمرأة مسحورة، فإذا أقبلت سیارة الشرطة فأحاط به الرجال الأربعة واقتادوه إلی جوف السیارة واعتقلوه جروه إلی مکان مظلم مخوف، فما یعرف الیل والنهار وبقی فی الزنزانة دون أن یوجه إلیه أحد سؤالا ما، غیر أنه سمع صرخات کأن أصحابها یحرقون، فدهمت أنفه فی الحال رائحة غریبة، وخیل إلیه أنها رائحة مخلوقات ستهلک عما قریب، فیخاف عمر من هذا المکان ولایتکلم أی شیء بسب خوفه ولکن یحمل تباشیر الأمل بین الحین والآخر.
یصور القاص هذه القمعیة عندما یرید بطله أن یشعل سیجارة، فاختطفها واحد من الرجال من فمه و«وصفه قائلا له: أنت لست فی مقهی»(نفسه: 72) وبعد مدة توقفت السیارة بغتة وجر رجال الشرطة عمر السعدی إلی جوف بناء حجری.