چکیده:
یبدأ هذا المقال ببیان مفردة القراءة، و مسار تطورها المفهومی، لینتقل بعد ذلک الی تقریر مختلف الآراء بشأن حجیة القراءات، و دراستها أدلتها علی مبنی الشیخ محمد هادی معرفت رحمه الله، کما تم الرد علی أدلة تعدد القراءات الصحیحة بشکل مستدل و فی القسم الثانی هناک بیان لوحدة القراءة الصحیحة، مع ذکر الأدلة علی ذلک بالتفصیل. و فی القسم الأخیر هناک عرض للطرف المعتبرة لمعرفة القراءة الصحیحة، و خصائصها، و نتیجة هذا التحقیق تثبت وجود قراءة واحدة هی الصحیحة و المعتبرة، و هی قراءة جمهور المسلمین، لا غیر.
خلاصه ماشینی:
یذهب الأستاذ الشیخ محمد هادی معرفت& إلی الاعتقاد بأن القرآن الکریم نزل بقراءة واحدة، وأن الذی یتمتع بالاعتبار والحجیة هی هذه القراءة الواحدة فقط، وهی القراءة التی علیها جمهور المسلمین، والتی انتقلت علی طول التاریخ من رسول الله| عبر الأجیال [ولا تزال] بالتواتر، وأن هذه القراءة ـ المتطابقة مع قراءة حفص بن سلیمان، عن عاصم ـ هی وحدها التی تشتمل علی الحجیة والاعتبار( 53 ).
اتضح مما تقدم أن لا وجود لعدد من القراءات الصحیحة والمعتبرة، بحیث یمکن اختیار أی واحد منها، لا إذا کان هناک من الناس من لا یستطیع قراءة القرآن کما نزل علی رسول الله|؛ بسبب لهجته الخاصة التی درج ونشأ علیها، فیمکنه قراءة القرآن بالشکل الذی لا یشق علیه؛ تسهیلا ورحمة من الله.
أدلة وحدة القراءة الصحیحة ــــــ کما تقدم فإن الأستاذ الشیخ معرفت& یری أن القرآن الکریم قد نزل بقراءة واحدة فقط، وأن الحجیة والاعتبار لا یکون إلا لهذه القراءة الواحدة، وهی المتمثلة بقراءة جمهور المسلمین، والمتواترة عن النبی الأکرم|، وقد وصلت إلینا عبر الأجیال والتاریخ من قناة منفصلة عن قنوات القراءات الاجتهادیة للقراء( 133 ).
ولکن السؤال المطروح هنا، والذی یجب أن نجیب عنه، هو: ما هی هذه القراءة الصحیحة؟ وما هی خصائصها؟ یقول الأستاذ معرفت& فی هذا الشأن: إن الذی نراه هو الضابط لقبول القراءة عبارة عن موافقة قراءة جمهور المسلمین، بمعزل عن قراءة القراء؛ لأن القرآن الکریم سار فی اتجاهین: الاتجاه الأول: هو الذی مر عبر أجیال المسلمین، وتناقلوه عبر الصدور من الآباء والأجداد، وصولا إلی شخص رسول الله|، حتی وصل إلینا.