الحج فی أحادیث الإمام الخامنئی- مد ظله العالی متفرقه

"فریضة الحج کل عام تشکل حادثة کبری من حقها أن تستقطب ـ فی تلک الأیام المعلومات ـ الأفکار والاهتمامات والعقول والمشاعر فی جمیع أرجاء العالم الإسلامی، وأن یعیش المسلمون معها، ویفکروا فیها کل بحسب موقعه الروحی والفکری والسیاسی، ومن الطبیعی أن الذین نالوا فیض الحج یحتلون مرکز هذا التکلیف والتوقع. ولکن قد یمکن القول: إن مفتاح کل هذا هو «المعرفة»، وأولی هدایا الحج ـ لمن أراد أن یبصر الحقیقة ویستثمر ما ألهمه الله‌ من قدرة علی فهم «الظواهر» ـ هی المعرفة المتکاملة، التی ینفرد بها الحج، ولا یحصل علیها المسلمون عادة إلا من هذه الفریضة، ولا تستطیع أیة ظاهرة دینیة أخری أن تقدم للأمة الإسلامیة تلک المنظومة الکاملة من المعارف کما یقدمها الحج، ومن هذه المنظومة المتکاملة من المعارف: معرفة الذات علی الصعید الفردی، ومعرفة الذات علی صعید الانتماء للأمة الإسلامیة العظمی، ومعرفة النموذج الموجود فی الحج من تلک الأمة الواحدة، ومعرفة عظمة الله‌ ورحمته، ومعرفة العدو.."