خلاصه ماشینی:
"نری فی عصرنا الحاضر کثیرا من کبار العلماء یرفضون الفکرة القائلة: «یمکن توضیح الإحساسات حسب النظریات الفیزیائیة والکیمیائیة أو نظام العلوم التجربیة، فمثلا عالم البیئة الإنجلیزی والحاصل علی جائزة نوبل البروفسور «إکلز» یعتقد أن حافظة وذاکرة الذهن مستقلة عن مرتکزه ومجاله الفیزیائی، وکذلک البروفسور «هایزنبرگ» فهو یعتقد أن الروح أو الحیاة لا یمکن توضیحها أو بیان کنهها بواسطة المفاهیم الفیزیائیة، أما البروفسور «پن رز» فهو یرفض رفضا باتا النظریة القائلة: «إن الاحساسات أو الحقائق بشکل عام یمکن توضیحها بواسطة القوانین الفیزیائیة السائدة حالیا».
إن هذا الزعم طرح علی بساط البحث لسببین: نظریة (کورت گودل) فی أواخر القرن التاسع عشر المیلادی ظهرت نهضة «هیلبرت» وهو من أکبر علماء الریاضیات فی ذلک القرن، والغایة من هذه النهضة هی إیجاد نظام یرتکز علی قاعدة تضم کافة العلوم الریاضیة وخالیة من أی تناقض لکمالها.
إن البحوث المقدمة فی النصف الثانی من القرن العشرین تظهر أن موضوع تضاد (أو معارضة) الدین للعلم یحمل فی طیاته مشاکل ونواقص عدیدة وصل بعضها إلی حد المبالغة والمغالات: أولا: إذا کان نظر بناة العلم الحدیث یعتبر الهدف الحقیقی لمعرفة العلوم هو معرفة آثار صنع الباری عز وجل، والعلم فی الأدیان التوحیدیة هو نوع من العبادات، لذا یکون العلم موافقا للدین لا مخالفا له.
لا نری ازدیاد الفلاسفة الموحدین فی المجتمعات الفلسفیة وبشکل واسع فقط، بل نشاهد النشرات والمجلات الصادرة من المنظمات العلمیة التی ابتعدت عن الأبحاث الدینیة والکلامیة سابقا قد رجعت إلی نشر هذه المواضیع وبشکل یجلب إلیه الأنظار؛ بالإضافة إلی أن العلماء الذین ابتعدوا عن الظهور بشکل دینی قد تراجعوا عن هذا وأعلنوا مواقفهم المؤیدة للاعتقادات الدینیة أمام الرأی العام، أو قدموا کتبا تنحاز إلی مجال العلم والدین، کما شارکوا مشارکة فعالة فی المؤتمرات والاجتماعات المقامة من أجل دراسات مواضیع «العلم والدین»."