چکیده:
التَّطُور سِمةٌ من سِماتِ الحياة وميزةٌ من ميزاتها، واللغةُ أحدُ مظاهرِها التي يحدُث فيها التَّطُور، وهو أمرٌ لابُدَ من حصوله في اللغة , يقول سوسير: "اللغة تتغير بطريقة ما رغم كل شيء" (1)(), فهو أمرٌ حتميٌ فيها ووجه من وجوهها(2)، بل يُعدَّ من طبيعة اللغات وخاصة فطرية فيها وتَحدُثُ عِبْرَ الزمان والمكان(3). وقد يُطلق على التطور اللغوي، التغيُّر اللغوي، وللتطور اللغوي أسبابُه وأنواعُه واتجاهاتُه، وقد ذُكرت وبُحثت في مظانِّها، وفضلاً عن ذلك له معايير وقواعد تُراعى فيه، وينطلق منها، فلا يكون همْلاً، وفوضى بلا أصول وأُسُس. "والتطور اللغوي العام يسير في خطين أساسيين: التطور الصوتي والتطور الدلالي"(4)، والتطور الدلالي له صورٌ ثلاثة: 1. التطور في قواعد تركيب الجمل والعبارات ووظائف الكلمات. 2. التطور في الأساليب. 3. التطور في معنى الكلمة(5). فالتغير في معنى الكلمة ودلالتها يُعد مظهراً من مظاهر التطور الدلالي, وجانباً من جوانبه، وقد شبَّه بعضُ اللغويين تغيُّر المعنى، وانتقاله واكتساب اللفظة معانٍ جديدة شبهه بالشجرة تتفرعُ منها فروعٌ جديدة، وأغصان عدة(6). وللانتقال الدلالي اتجاهات حدَّدها الباحثون والدلاليون وهي: 1. انتقال الدلالة من الحسي الى المعنوي. 2. تعميم (توسيع) الدلالة. أي: الانتقال من المعنى الخاص إلى المعنى العام. 3. تخصيص (تضييق) الدلالة، وهذا الانتقال من المعنى العام إلى الخاص. 4. وفي الدلالة، فبعد أن كانت اللفظة تستعمل في المعنى المُبتذل أخَذَتْ تُستَعمَل في المعنى الشريف المحترم. 5. انحطاط الدلالة، عكس النوع الرابع. 6. التحول المجازي، المجاز ينقل الدلالة من معناها الحقيقي إلى معنى آخر جديد(8). وفي هذا المبحث سنرى انتقال الدلالة من معنى إلى آخر على وفقِ هذا المظهر اللغوي الدلالي.