خلاصه ماشینی:
لقد رتّب (كوك) كتابه هذا ضمن خمسة أقسام، وسعى من خلاله إلى دراسة وتقرير الأبعاد الاعتقادية والكلامية والاجتماعية والفقهية والأخلاقية المترتّبة على فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منظور مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية، منذ القرون الأولى إلى عصرنا الراهن، وتقديم صورةٍ جامعة وشاملة لمنعطفات هذه الفريضة في العالم الإسلامي، ليعمل في نهاية المطاف على إجراء مقارنة بين هذه الفريضة في الإسلام وسائر الأديان الأخرى، مع بيان جذورها.
وتمّ تناول مسائل من قبيل: هل التكليف في هذه الآيات يشمل جميع فئات الناس أم هو خاصّ بالعلماء؟ وهل مضمون هذه الآيات هو دعوة الآخرين أم يقتصر على الدعوة إلى الإيمان بالله ورسوله فقط؟ هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشمل الدعوة إلى ترك الشرك، والإيمان بالله ورسوله، أم يشمل حتّى الدعوة إلى الإيمان بالفروع أيضاً؟ ما هي الحدود المفهومية لمفردة «المعروف» و«المنكر» الواردتين في القرآن مراراً وتكراراً؟ وفي نهاية هذا الفصل توصّل «كوك» إلى نتيجةٍ مفادها أن الفهم العام للمفسّرين والتفسير الذي يقدّمونه لهذا التكليف لا صلة له بهذه الآيات والذي يفهم منها بشكلٍ مباشر، ويسعَوْن إلى تقديم رؤيةٍ عينية لها، وإدخالها في حياتهم اليومية.
وعلى الرغم من ظهور بعض الأعمال المفردة في هذا المجال من حينٍ لآخر، كما نجد ذلك ـ على سبيل المثال ـ في إشارات ابن قيِّم الجوزية إلى هذه الفرضية أحياناً، ولكنْ علينا التذكير بـ «زين الدين الصالحي الدمشقي»، الذي ألّف كتاباً في مجلّدين حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبحث في هذه الفريضة من زاوية صوفية.