چکیده:
کشف القرآن الکو: عن أن التاریخ والاجتماع الإنسانی محکوم بسنن
إِلهیّة لا تتبدّل ولا تتغیّر جاریة ومستمرّة بین الناس، لا تستثنی أحدًا منهم.
وهذه السنن مؤطرة بقوانین واتجاهات موضوعیّة حاکمة علی حرکة
التاریخ والاجتماع الإنسانیٌ؛ عبر عنها القرآن الکریم بأشکال وصییّغ متعذدة؛
فتارة عبر عنها بصبخة فشیة شرطبه متونه من طرٹین بیان بعلا
شرطیّة یتحقق بموجبها الطرف الثانی عند تحقق الطرف الأوّل؛ کما فی
سنن التغییرء والتدافع. والنصر، ودمار المجتمعات وانهیارهاء ووفرة ة الرزق،
.... وتارة أخری عبّر عنها بصیغة قضیّة علمیّة حتمیّة ثابتة لا تتخلف ولا
تختلف؛ کما فی سنن الاستخلاف، والتمکین والابتلاء والامتحان، والتفاضل
والتمایز. والتداول، وآجال الأمم،.... وتارة ثالثة عَبّر عنها بصیغة قضیّة ذی
اتجاه طبیعیّ قد تقبل مخالفة الإنسان لها علی المدی القصیر. ولکنها
حتمیّة وقاهرة له فی حال استمراره فی مخالفتها علی المدی المتوسّط
والبعید؛ کما فی سنن ارتباط الإنسان بالدین» وحبٌ الحق وبغض الباطل والإقبال علی الطیّبات والإعراض عن الخبائث، والارتباط بین الرجل والمرأة
بعلاقة الزوجیّةء وتوزیع میادین العمل بین الرجل والمرأة...
وبناةً علیه، فقد باتت القراءة السننیّة والوعی بها مطلبًا ضروریاء ولا
سیّما فی ما یتعلق بأشکال السنن الاجتماعیّة التی طرحها القرآن الکریم
بأسالیب مختلفة وصیّغ وتعابیر متعدّدة؛ بوصفها مدخلا منهجِبًا فی
القراءة السننیّة الواعیة والفاعلة للاجتماع والتاریخء وفی فهم التاریخ
والواقع وتأتی هذه المقالة لتبیّن هذه السنن وأشکالها وصیّغها ونماذج
من تطبیقاتها المطروحة فی القرآن الکریم ولتؤکد علی أهمْیّة الوقوف
عند أشکال السنن وصیّغها التعبیریّة فی القرآن الکریم؛ بوصفها مدخلا
منهجِیًا مهما فی فهم الواقع واستشراف المستقبل.