چکیده:
یشیر الکاتب فی مقالته إلی أهمیّة استقلالیّة بیت الله عن سلطة الطواغیت؛ لکی تظهر الأهداف التی بُنی من أجلها، ثم یبیّن بعض الأخطار والآثار المدمّرة علی الدّین والأمّة، بسبب سیطرة الطواغیت علی المسجد، ثمّ یختم مقالته بإشارة إلی رأی الإمامیّة فی رفض تمکین الحکّام من المسجد ورأی العامّة بقبول ذلک.
خلاصه ماشینی:
بل إنَّ التّوحيدَ يختلُّ من حيثُ يشعر الإنسان أو لا يشعر؛ لأنَّ العبادة الخالصة لله تعالى يجب ألّا يكون لغير الله تعالى دخلٌ فيها، ولا في كيفيّتها وما يصاحبها، ولا في مكان انعقادها، فإذا كان المسجدُ رهنَ إرادة الحاكم، وشعَرَ فيه المصلّون أنَّ أداءهم للعبادة في المسجد إنَّما هي بالكيفيّة الّتي لا يسخطُ منها الحاكم، وأنَّ المسجد فقط لهذه العبادة الخاصّة دون غيرها من الأمور والأهداف الّتي وجد المسجد لأجلِها، فإنَّ رضا الحاكم حينئذٍ سيكون محطَّ أنظارهم بشكلٍ واضحٍ أو خفيّ، فلا تكون العبادةُ خالصةً لله تعالى.
وأمَّا إمامُ المسجد وخطيبُه فإنَّه يتكلَّم باسمِ الدين، وهو في هذا الموقع -ويريد أن يجمع بين الوقوف مع الظّالم وبين التّظاهر بالتّمسّك بالدّين- لا يستطيعُ إلّا أن يبرِّرَ الفساد والظُّلمَ، وحينئذٍ سوف يختلقُ مبرِّراتٍ للفساد باسم الدّين، ويكذّب ويفتري على الله تعالى بنسبة كلِّ ما يقوم به الحاكم بالإسلام، وهذا ما نراه جليّاً اليوم.
وهذه الآثار يمكن ذكرُ أسبابِها بشكلٍ موجز فيما يلي: الأثر الأوّل: أوَّل أثرٍ لما سبق من مخاطر أنَّ كلام إمام المسجد في أمور الدّين لن يكون له أثر يذكر، ولن يتَّعظَ النّاسُ بمواعظه؛ لأنَّ النَّاس سيرون الازدواجيّة بين قوله وعمله، فحينما يتكلَّم الخطيب مثلاً عن عدم جواز ظلم النّاس لبعضهم البعض، بينما يرونه في نفس الوقت يؤيّد ظلم الحاكم، أو يسمعون الخطيب يتحدَّث عن الزّهد في الدّنيا وفي المقابل يبِّرر عيشة الحكام الفارهة والمتخمة، فهل يا ترى سيتأثّرون بمواعظه فضلا عن تطبيقها؟!